قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف اليوم (الإثنين)، إن الحرب في سورية أصبحت في «نواح عدة خارج السيطرة»، متعهداً بذل الجهود لإنقاذ الهدنة المترنحة «في الساعات المقبلة».
وأضاف كيري بعد محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أنه سيتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق اليوم للمطالبة بإعادة فرض وقف إطلاق النار. لكن كيري، وفي أكثر تعليقاته المتشائمة على الجهود الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ خمسة أعوام، حذر من أنه لا يريد إعطاء وعد بالنجاح.
وشكر دي ميستورا على دعم العملية السياسية في خضم «نزاع أصبح في نواح عدة خارج نطاق السيطرة ويقلق الجميع في العالم، كما آمل». وأكد كيري أن وقف الأعمال القتالية الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية – أميركية في شباط (فبراير) الماضي، لا يزال متماسكاً في أجزاء من البلاد، لكنه أشار إلى الوضع في حلب.
وقال إن الجيش الحكومي استهدف عمداً ثلاث عيادات ومستشفى ما أسفر عن مقتل أطباء ومرضى وتهديد للهدنة، وأضاف أن «الهجوم على هذا المستشفى يفوق حدود المعقول… ويجب أن يتوقف».
وكان القصف في حلب تجدد اليوم من قبل القوات الحكومية، في وقت قال فيه كيري من جنيف في وقت سابق اليوم، إن المحادثات مع روسيا وشركاء الولايات المتحدة في التحالف الدولي «تقترب من نقطة تفاهم» في شأن استئناف وقف النار في سورية، خصوصاً في حلب.
ويأتي هذا في وقت أعلن فيه الجيش السوري قبل قليل تمديد «نظام التهدئة» حول العاصمة دمشق لمدة 48 ساعة أخرى ليؤكد بذلك إعلانا روسياً سابقاً في هذا الشأن، فكان مدد الجيش أمس «تهدئة» أو «وقف للقتال» مدته 24 ساعة في العاصمة، أعلن عنه الجمعة الماضي، وشمل دمشق ومنطقة الغوطة الشرقية على مشارفها.
ولم يتطرق البيان الصادر عن الجيش إلى وقف للقتال مدته 72 ساعة في شمال محافظة اللاذقية الساحلية. من جانبه أكد الجنرال الروسي سيرغي كورالينكو اليوم أن بلاده وواشنطن والنظام و«المعارضة المعتدلة» اتفقوا على تمديد «نظام التهدئة» في ضاحية الغوطة الشرقية في دمشق حتى نهاية الثالث من أيار (مايو) الجاري.
وقال كيري في بداية اجتماع مع نظيره السعودي عادل الجبير في جنيف: «نقترب من نقطة تفاهم، لكن لا يزال أمامنا بعض العمل، وهذا سبب وجودنا هنا».
وفي سياق متصل قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في وقت لاحق اليوم إن وزير الخارجية سيرغي لافرف سيلتقي دي مستورا في موسكو غداً، ثم يعقب اللقاء مؤتمر صحافي.
ويأتي هذا في وقت «تعرضت الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، وبينها بستان القصر وصلاح الدين لغارات جوية عنيفة طوال الليل» من دون سقوط إصابات. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ليل الأحد – الإثنين، بـ«مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة العشرات بجروح جراء سقوط قذائف محلية الصنع أطلقتها فصائل متشددة» على الأحياء الغربية، وبينها الخالدية وشارع النيل.
وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من 10 أيام تصعيداً عسكرياً، أسفر عن مقتل أكثر من 250 مدنياً بينهم حوالى 50 طفلاً، بحسب حصيلة لـ «المرصد».