كيري في زيارة مفاجئة للشرق الاوسط “لانقاذ عملية السلام”

عقد وزير الخارجية الامريكي جون كيري اجتماعا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله التي وصلها مساء اليوم بصورة مفاجئة في اطار المساعي الامريكية لراب الصدع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وكان كيري قد التقى قبل ذلك في القدس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكانت اسرائيل قد طلبت من السلطة تمديد فترة مفاوضات السلام تسعة اشهر كشرط للافراج عن وجبة رابعة من المعتقلين الفلسطينيين، وهو ما وصفه مسؤول فلسطيني مقرب من المفاوضات بمحاولة ابتزاز من الجانب الاسرائيلي.

ويحاول كيري اقناع الطرفين بالتوقيع على اتفاقية لتمديد المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين والاتفاق على اطلاق سراح الدفعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين.

“مهلة”

وكان الفلسطينيون قد منحوا الوزير كيري مهلة امدها 24 ساعة لحل الخلاف مع اسرائيل حول اطلاق سراح السجناء، يتوجهون بعدها الى الامم المتحدة من اجل السعي للحصول على عضوية هيئاتها المخلفة.

ونقلت وكالة فرانس برس عن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي قوله بعد اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله عقد فيما وصل كيري الى اسرائيل “ما لم نحصل على جواب بخصوص السجناء من كيري هذه الليلة، سنطلب الانضمام الى كل هيئات الامم المتحدة غدا.”

وقال مسؤول فلسطيني آخر حضر الاجتماع في رام الله “انتهكت الحكومة الاسرائيلية الاتفاقات التي عقدناها معها، وعليها تحمل النتائج.”

وقال المسؤولان الفلسطينيان إن القيادة الفلسطينية اكدت ان لا ربط بين اطلاق سراح السجناء وفكرة تمديد مفاوضات السلام لفترة اخرى.

زيارة مفاجئة

ولم تكن زيارة كيري – كما تقول مراسلتنا في رام الله إيمان عريقات – على جدول أعمال وزير الخارجية الأمريكي الذي قرر بشكل مفاجئ التوجه للمنطقة لبحث آخر تطورات ملف المفاوضات الثنائية، تحديدا ما يتعلق بقضية الإفراج عن آخر دفعة من المعتقلين الفلسطينيين القدامى.

وتصر حكومة نتنياهو على الحصول على مكاسب وصفت بالسياسية مقابل تنفيذ هذه الدفعة، مثل تمديد المفاوضات لستة أشهر، والإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي “بولارد” المسجون في أمريكا.

واعتبرت السلطة الفلسطينية أن موضوع الإفراج عن الدفعة الرابعة هو التزام على الجانب الإسرائيلي يجب أن ينفذ بمعزل عن مسار المفاوضات المباشرة.

وطالب الرئيس الفلسطيني في آخر لقاء جمعه مع باراك أوباما بالإفراج عن عدد آخر من المعتقلين.

ويدور الحديث، وفق بعض التقارير، على 1200 معتقل فلسطيني، منهم قيادات كبيرة للفصائل الفلسطينية، مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إلى جانب المعتقلين النساء والأطفال والمرضى.

اجتماع طارئ

وتتزامن زيارة كيري مع عقد القيادة الفلسطينية، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح، والأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، اجتماعا وصف بالطارئ لبحث التطورات الأخيرة.

ويبحث الاجتماع الموقف الإسرائيلي الأخير من الإفراج عن الدفعة الرابعة للمعتقلين الفلسطينيين، والقرارات الفلسطينية التي ستتخذ في حال عدم تنفيذ إسرائيل لعملية الإفراج التي كان من المتوقع أن تتم في 29 من هذا الشهر.

وكانت السلطة الفلسطينية قد لوحت بأنها جاهزة لتقديم طلب الانضمام لـ63 منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة إن لم تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من المعتقلين القدامى.

وقد هدد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت السلطة بمخاطر اتخاذ مثل تلك الخطوة.

وأدان نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، تصريحات وزير الاقتصاد الإسرائيلي ورفضها محملا رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤولية مثل هذه “التهديدات العلنية”.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني “لن تهزه هذه التصريحات غير المسؤولة”.

+ -
.