كيف ولدت فكرة «الكرة الذهبية»؟

تعد الكرة الذهبية هي الجائزة الأكبر في عالم كرة القدم، إذ يحلم كل لاعب في الحصول عليها، ويتنافس عليها عدد منهم كل عام، إلا أنه في الفترة الأخيرة انحصر الصراع بين لاعبين فقط، دائماً ما يصفهما الإعلام بأنهما من كوكب آخر، هما كريستيانو رونالدو وميسي، وانضم إليهما هذا العام النجم الفرنسي فرانك ريبيري.

كيف ولدت فكرة الكرة الذهبية؟

كان يوم 18 من كانون الأول (ديسمبر) من العام 1955 يوماً عادياً بالنسبة لخمسة صحافيين كانوا يشكلون أعضاء هيئة التحرير في مجلتي فرانس فوتبول وليكيب الفرنسيتين، قبل أن يعقدوا اجتماعاً روتينياً في مقر عملهم في شارع فاوبورغ مونتمارتري في باريس لمناقشة بعض الأمور.

إعلان

إعلان

وكان من بينهم أحد مؤسسي المجلتين، الإعلامي الفرنسي جاك فيران الذي اقترح أن يتم تبني مسابقة لاختيار أفضل لاعب كرة قدم أوروبي في القارة العجوز، ويتم اختياره من قبل عدد من الصحافيين البارزين في أوروبا عبر ثلاثة مقاييس، أولها أداء اللاعب بين شهري كانون الثاني (يناير) وتشرين الثاني (نوفمبر) وهي فترة التصويت، بالإضافة إلى أداء اللاعب في البطولات المحلية ودوري الأبطال ودوري أوروبا مع ناديه وبطولتي أمم أوروبا وكأس العالم مع منتخب بلاده، والمقياس الثالث يتعلق بشخصية اللاعب وسلوكه في الملعب. ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فإن النجم الفرنسي زين الدين زيدان خسر الجائزة في عام 2000 عندما كان لاعباً مع يوفنتوس الإيطالي بسبب اعتدائه على أحد لاعبي هامبورغ الألماني في دوري أبطال أوروبا ليحصل عليها بدلاً منه النجم البرتغالي فيغو.

النسخة الأولى من الجائزة:

كانت النسخة الأولى من الجائزة في العام 1956، وفاز بها المدافع الإنكليزي ستانلي ماثيوس. ولأن الجائزة تٌقدم عادة للاعبين أصحاب الإمكانيات الفردية المميزة، نجد أن أغلب الذين يتم ترشيحهم للحصول عليها هم لاعبي خط الهجوم والوسط، إذ حصل عليها كل من البرتغاليين كرويف وفان باستن والفرنسي ميشال بلاتيني ثلاث مرات إضافة إلى سيطرة الأرجنتيني ليونيل ميسي على الـ4 نسخ الأخيرة من الجائزة، لذلك كان عدد لاعبي الدفاع الذين حصلوا عليها قليل جداً، فبالإضافة إلى صاحب أول نسخة من الجائزة، حصل عليها من المدافعين، الألماني فرانز بيكنباور الذي حصل عليها مرتين في عامي 1972 و1976، ومواطنه لوثار ماثيوس في العام 1990، وآخرهم كان نجم الدفاع الإيطالي فابيو كانافارو في العام 2006، فيما حصل على الجائزة حارس واحد فقط هو السوفياتي ليف ياشين.

تطور الجائزة:

كانت الجائزة تقتصر في البداية على اللاعبين الأوروبيين من دون غيرهم، وبالتالي فإن كثير من النجوم الذين صنعوا تاريخ كرة القدم لم يحصلوا عليها، أشهرهم البرازيلي بيليه ومواطنه روماريو والأرجنتيني مارادونا وغيرهم.

وفي العام 1995 تم تغيير نظام الجائزة ليسمح بمشاركة جميع اللاعبين الذين يشاركون في الدوريات الأوروبية مهما كانت جنسياتهم ليحصل عليها في ذلك العام اللاعب الليبيري جورج ويا. ومع العام 2006 أصبحت هذه الجائزة عالمية، إذ تم السماح لترشيح أي لاعب حول العالم للحصول على فرصة نيل الجائزة.

الجائزة تحت مظلة «فيفا»:

ودخلت الجائزة تحت مظلة «فيفا» في العام 2010، وبالتالي اختلفت آلية التصويت لحصول اللاعبين على الجائزة عن السابق، إذ كان يتم إرسال بطاقات تصويت إلى عدد من الصحافيين في أنحاء القارة الأوروبية ليختار كل واحد منهم لاعبه المفضل، أما الآن فإن لجنة التصويت تضم إلى جانب الصحافيين، مدربين ولاعبين.

+ -
.