قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الاتراك يتخندوقون على بعد مئات الامتار داخل العمق السوري من الحدود. وتحدثت وزارة الدفاع الروسية تتحدث عن خرق للهدنة في أنحاء مختلفة من سوريا.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لديها أدلة على وجود قوات تركية على الأراضي السورية متهما أنقرة بالقيام “بتوسع تدريجي” على حدودها مع سوريا. وتعد تصريحات لافروف التي أدلى بها في مقابلة بثت اليوم الأحد (13 مارس آذار 2016) أحدث حلقة في المواجهة بين موسكو وأنقرة منذ أسقطت تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال لافروف في المقابلة مع تلفزيون (آر.إي.إن) الروسي “بدأت تركيا في الإعلان أن لها حقا سياديا في إقامة بعض المناطق الآمنة على الأراضي السورية. وفقا لما لدينا من معلومات فقد توغلوا عدة مئات من الأمتار عبر الحدود مع سوريا…إنه اشبه بتوسع تدريجي.” وأضاف أن موسكو ستصر على أن تدعو الأمم المتحدة الأكراد لمحادثات السلام السورية رغم معارضة تركيا.
وتقف روسيا وتركيا على طرفي نقيض في الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات. وتدهورت العلاقات بين الطرفين منذ حادث إسقاط الطائرة الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “طعنة غادرة.”
وقال لافروف إن روسيا مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة في سوريا من أجل استعادة السيطرة على مدينة الرقة. وأضاف قائلا “في مرحلة ما اقترح الأمريكيون تقسيم العمل بحيث يكون على سلاح الجو الروسي التركيز على تحرير تدمر في حين يركز التحالف الأميركي وبدعم روسي على تحرير الرقة.”
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا انتهك 29 مرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت الوزارة في بيان إن الانتهاكات وقعت في محافظات: اللاذقية التي شهدت 18 حالة انتهاك للاتفاق ودمشق خمس مرات وحلب ثلاث مرات وإدلب مرتان وحماة مرة واحدة. وأضافت الوزارة في بيان أن الطائرة الحربية السورية من طراز ميغ-21 التي تحطمت أمس السبت أسقطت باستخدام نظام دفاع جوي من النوع المحمول على الكتف.
ومن جهتها حذرت الولايات المتحدة وفرنسا اليوم الأحد دمشق وحلفاءها من استغلال اتفاق الهدنة لتحقيق أهدافهم، وطالبتا بمفاوضات تحظى بمصداقية بين الحكومة والمعارضة في جنيف غدا الاثنين.
كيري يحذر دمشق وحلفاءها من استغلال الهدنة
حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأحد (13 آذار/ مارس 2016) دمشق وحلفاءها وضمنهم روسيا من استغلال الهدنة لتحقيق أهدافهم في سوريا. وقال خلال مؤتمر صحافي عقب لقاء مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني والإيطالي حول سوريا في باريس: “إذا اعتقد النظام وحلفاؤه أنهم قادرون على اختبار صبرنا أو التصرف بطريقة تطرح تساؤلات حول تعهداتهم، من دون أن يترك ذلك عواقب وخيمة على التقدم الذي حققناه، فهم واهمون”.
واعتبر كيري تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم بشأن محادثات السلام بأنها تمثل معرقلاً للمحادثات ولا تتماشى مع روح الهدنة. وكان المعلم قد أعلن من دمشق السبت أن الكلام عن الأسد “خط أحمر”، في معرض رده على تصريحات الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي كشف الجمعة أن المفاوضات ستتركز على ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جامعة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية برعاية الأمم المتحدة في غضون 18 شهراً تبدأ مع انطلاق المفاوضات.
أما وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت فقد أكد من جانبه ضرورة احترام الهدنة في سوريا ونقل المساعدات الإنسانية من أجل ضمان مصداقية المفاوضات بين السوريين التي تستأنف الاثنين في جنيف. وقال ايرولت: “لضمان مصداقية المفاوضات يجب احترام الهدنة ونقل المساعدات الإنسانية دون قيود أو عقبات”، معتبراً أن مفاوضات جنيف ستكون “صعبة” لكنها ستتطرق إلى “عملية سياسية حقيقية” في سوريا.
من جانب آخر، قال كيري إن تنظيم “داعش” الذي يستهدفه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة فقد 600 مقاتل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في سوريا، موضحاً بالقول: “في سوريا خسر داعش 3000 كلم مربع و(فقد) 600 مقاتل في الأسابيع الثلاثة الماضية. والضغط سيتكثف”.
ووصل وفد الحكومة السورية إلى جنيف اليوم الأحد للمشاركة في محادثات السلام المقررة هذا الأسبوع والتي تهدف إلى إيجاد حل دائم للصراع في سوريا. وستتزامن المحادثات مع الذكرى الخامسة للحرب الأهلية الطاحنة التي قتلت أكثر من 250 ألف شخص وخلقت أسوأ أزمة لاجئين في العالم وسمحت بتوسع تنظيم “داعش”.