لسنا بحاجة إلى حمايتكم.. والدروز لا ينامون على ضيم…

يحيى القضماني

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

إعلان

الدروز لا ينامون في شتى أصقاع الأرض. الدروز مفجوعين بالكارثة التي حلت بأهلهم في جبل العرب. الدروز هم أزيدية هذا الزمن الجدد في منطقتنا المبتلية بدواعش هذا العصر.

طائفتنا تم ذبحها من الوريد إلى الوريد معنوياً ووطنياً وتاريخياً، والفاعل ابن وطننا المنتصر، الذي يصر أن يكمل مسيرة قاتلة بشكل مخيف، ولكن بطرق أقسى. فهو يصور ضحيته كي يستلذ بالرعب الذي تعانيه الضحية عند التصفية، وليرعب من بقيوا على قيد الحياة من هذه الطائفة، التي ابتلت بوطنيتها المرضية، وهو لا يعرف أننا طائفه لا نخاف من الموت.. لأننا نخلق من جديد ونبحث عن قاتلنا في شتى زواريب العالم.. وتنتقم منه، ولكن بأخلاق الشهداء…

هو لا يعرف أننا نعشق هذه الأرض، ولن نتخلى عنها.. ونموت فيها ونحن واقفين.. وندافع عنها منذ الأزل، ومنذ أن كلفنا أميره العادل، قبل أن يولد هذا القاتل بقرون، بحماية ثغور بلاد الشام بلاد أمية، لأننا مقاتلون أشداء من قبائل عربية أصيله ضاربة في عمق التاريخ، واستبسلنا في الدفاع عنها.. والآن كيف نرد كيد أعدائنا المستعمرين الذين دحرناهم، وتقمصوا في أثواب اخوتنا الذين اختاروا من صفحات ابن تيمية الفتاوى التي تسمح بذبحنا وسبي نسائنا وحرق أرزاقنا، ونفذوها بمهنية عالية.

الدروز لا ينامون على ضيم.. نساؤهم أمهر من رجالهم في فنون العطاء والتضحية. وهم كالجبال حين يواجهون أعداءهم. وهم لا يعتدون على أحد. وهم يستطيعون لئم الجراح بإبرة جراح ماهر، يرى بوضوح عمق الألم حتى وتين القلب ونبض الروح.

لن ننسى أبدا ولن نطالب أن يحمينا أحد إلا أبناء وطننا المخلصين لقضية وطنهم وثورتهم، ومن يؤمنون بالمساواة بين البشر بغض النظر عن معتقداتهم وأديانهم.

أنا الآن طائفي حتى العظم.. ولكن عقيدتي الإخلاص لإخوتي البشر في أي مكان أعيش فيه، مهما كانت دياناتهم ومعتقداتهم وأجناسهم. أنا الذي تربيت على يد زايد الخير، والذي علمنا وعلم شعبه على هذه المباديء العظيمة، ولن نحيد عنها أبداً.

الخلاصة بسيطة جداً: نحن قوم لا ننام على ضيم، وطلبي الوحيد من إخوتي في أرض الوطن، دعونا نرتاح قليلا. لا نريد الأمن الذي ياتي على طريقتكم، ولو لفتره قصيرة. إسمحوا لنا أن ندفن شهداءنا ونبرد قلوب الأمهات قليلاً. و نغني وندبك لأبنائهم ضحاياكم الذين كانوا قد حددوا مواعيد فرحهم قبل أن تقرروا الحفاظ على هيبة الدولة التي استبشرنا بها خيراً.

هناك أشخاص معينين تم تكليفهم بالحفاظ على أمننا وقد فشلوا فشلاً ذريعاً. نرجوهم أن يتركوا المهمة لغيرهم فوراً، وخاصة أنه قد أسرت لي زرقاء اليمامه انهم يصرون على أن يحافظوا على أمننا اكثر من محاولتهم الأولى.

عند الفجر كتبت هذه الكلمات لأنني لم استطع أن أغفو، حين بدأ الوطن يبكي معي ويغص بالكلمات، لأنه يعجز أن يعرف طريقا للخلاص.

يحيى القضماني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.