ليفربول: آلاف المشجعين يحيون ذكرى مرور 25 عاماً على كارثة «هيلزبره»

احتشد 24 ألف مشجع من نادي ليفربول في ملعب آنفيلد لتكريم ذكرى 96 ضحية لقوا حتفهم في مأساة هيلزبره، والتي تكمل اليوم ربع قرن، وذلك في يوم مؤثر شارك فيه لاعبون ومدربون وأسر الضحايا.

ويرجع تاريخ الكارثة المؤلمة إلى يوم 15 نيسان(أبريل) 1989، إذ لقي 96 شخصاً من أنصار الريدز مصرعهم سحقاً وأصيب 175 آخرون بسبب التدافع أمام الأسياج الأمنية باستاد هيلزبره التابع لشيفلد خلال مباراة الدور قبل النهائي لبطولة كأس إنكلترا بين ليفربول وفريق نوتنغهام فورست.

ووقف الحضور بملعب آنفيلد دقيقة صمت في الساعة 15.06 (التوقيت الذي أوقف فيه الحكم مباراة نصف النهائي عندما رأى أن الجماهير بدأت في اجتياز الحواجز والدخول لأرض الملعب لتجنب سحقها)، في ذكرى سنوية تم بثها مباشرة أيضاً عبر شاشة عملاقة في ملعب غوديسون بارك التابع لجاره إيفرتون.

ولقي 94 شخصاً مصرعهم في ذلك اليوم بالاختناق أو السكتة القلبية، ولحق بهم شخصين آخرين في أيام لاحقة، على رغم أن سلسلة من الأفلام الوثائقية ظهرت في 2011 وأكدت أنه كان بالإمكان نجدة وإنعاش 41 شخصاً على الأقل من هؤلاء الضحايا إذا تلقوا العناية الطبية اللازمة.

وأدت هذه المعلومة إلى فتح تحقيق قضائي جديد بدأ في أول نيسان (أبريل) وتوقف لمدة أسبوع لعدم التعكير على مراسم الذكرى الخامسة والعشرين.

وتركزت الخطابات المختلفة للاعبين السابقين ومدربي النادي والمشجعين وأسر الضحايا خلال مراسم الذكرى اليوم على ضرورة توضيح حجم الأخطاء التي ارتكبت قبل وبعد المأساة.

كما شهدت الذكرى توطيد الروابط مع إيفرتون، المنافس التاريخي لـ«الريدز» بمدينة ليفربول.

وكان مدرب إيفرتون، الإسباني روبرتو مارتينيز، أول من ألقى بكلمة عقب مراسم دينية وتلقى تحية واسعة من جماهير آنفيلد، بعدما أكد أن المدينة «موحدة» في التضامن مع ضحايا الكارثة.

وقال مارتينيز: «لم يكن هذا أمراً صحيحاً ولا عادلاً ما حدث، ولا كان صحيحاً أو عادلاً ما حدث بعدها».

من جانبه توجه بريندان رودغيرز (المدرب الحالي لليفربول) لأسر الضحايا الـ96 قائلاً: «أنتم مصدر إلهام لنا. شجاعتكم وقوتكم وإصراركم وحبكم على من فقدتموهم يلهمني كل يوم كمدرب».

كما شارك رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) الفرنسي ميشيل بلاتيني في الحدث، ببيان قال فيه: «كرة القدم الأوروبية تواسي أسر من فقدوا أرواحهم في هيلزبره».

ويتركز التحقيق الجديد، الذي يقوده القاضي جون غولدرينغ، والذي قد يستغرق عاماً، على البحث في إذا ما كان ملعب نادي شيفلد به عيوب في التصميم اكتشفتها السلطات وأصلحتها بعد الواقعة لإبعاد مسؤوليتها.

كما سيحقق في كيفية إدارة الشرطة للواقعة قبل وبعد التدافع، وكذلك عمل أجهزة الاستخبارات.

وتشير الوثائق التي خرجت للنور قبل ثلاثة أعوام إلى أن الشرطة غيرت أقوال 164 شاهداً وحذفت أقوال 116 شاهداً آخر لأنها كانت تنتقد عملهم، كما شوهت سمعة الضحايا بإجراء فحوص لتعاطي المواد المخدرة والخمور للتغطية على تخاذل قوات الأمن والفرق الطبية.

كما تشير البيانات الجديدة إلى أن السلطات كانت على علم بأن حالة الملعب «في وضع يرثى عليه» من جميع النواحي.

+ -
.