لي أصدقاءٌ في الشام
مِنْ موتِها عليهم أخاف
لي شامٌ في الأصدقاء
ومِنْ موتهم عليها أخاف
لي أصدقاءٌ في الشام
أحيانًا لا أهاتفُهم
كي لا أفقدَهم
فهناك يمرُّ الموتُ
أخفَّ من أن يحملوه
وأسرَعَ من أن يحلموه.
أصدقائي،
قمرُهم حزين، لا ذئابَ تكملُه
شمسُهم منهكة من السير عبثًا
وليس لها أن تستريحَ مساءً
على جبين المدينة
دروبُهم محتقنة
بفراغِ أقدامهم
وبساطير الجنود.
لي أصدقاء في الشام
ذاتَ مذبحةٍ هاتفتهُم: مساء الحياة!
قالوا: لا حيَّ سوى المقبرةِ
ولا أمواتَ سوى من يحرسونها
كالتموينِ أمسى الموتُ
يُوزَّعُ على كلّ البيوتِ،
إذا مشينا نسأل: كم ميتًا قَطَعَنا؟
وكم ميتًا حتى نصلَ؟
لي أصدقاء في الشام
ذات غارةٍ هاتفتهم
فأجابني الصمتُ:
سنموتُ.. سنموتُ
وكأنّنا خُنّا الوجودَ إذ وُجِدْنا
يقولون: تستقيمُ الحياة
إذا للترابِ أُعِدْنا.
في أورغيا الموتِ هذه
مطالبون نحن بتوبةٍ تمحو خلودَنا
قبورُنا أكثر من طيورِنا…
يا قبرُ، كنْ سرجًا
لنمتطي ظهرَ هذا المساء
يا قبرُ، كنْ جَرَسًا
فقد طال موتُ الأحياء
يا قبرُ، افتحْ عَدَمًا
لا تكنْ جسرًا
بين الأرض والسماء.
إفتحْ عَدَمًا نتَّكِئ عليه، وخذْ منّا
إن شئتَ موتَ الأنبياء
يا طيرُ هاتِ فجرًا
كي يُحيينا طَلُّنا
لا نريد أن نختفي كي يكبرَ ظِلُّنا.
____________________________
* معتز أبو صالح: روائي وشاعر وكاتب سيناريو من الجولان السوري المحتل
حلو الكلام … عسى ان تشرق شمسك من جديد ياشاااااااااااام
قصيدة رائعة وكلمات أقل ما يمكننا أن نقول عنها إنّها معبّرة ومؤثّرة … أعجبني اللعب بالكلمات والتعابير كالعزف على آلة موسيقيّة … جميل جدًّا .