اندلع جدل بين حكومة دمشق والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على خلفية غارة استهدفت قاعدة للجيش الحكومي في دير الزور. ففي حين حمّلت الحكومة السورية التحالف مسؤولية الضربة التي تسببت في مقتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود وجرح 14 آخرين، قال مسؤول أميركي لوكالة «رويترز» مساء أمس إن الغارة شنّها الطيران الروسي، اعتقاداً منه – كما يبدو – أن الهدف يعود إلى تنظيم «داعش». كذلك أصدر مسؤولون في التحالف نفياً رسمياً عن مسؤوليتهم عن الضربة.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن مجلس الوزراء نوّه بحرص المملكة على حل الأزمة السورية سياسياً، واستجابتها لطلب غالبية أعضاء مجموعة «فيينا 2» باستضافة مؤتمر للمعارضة السورية. وتمنى ان تتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات في ما بينها وفي شكل مستقل، والخروج بموقف موحد وفق المبادئ المتفق عليها في بيان «جنيف1».
ويُتوقع أن تكون وفود المعارضة السورية قد بدأت في الوصول إلى الرياض مساء أمس. وأوردت قناة «العربية» أن المشاركين قد يتجاوز عددهم 100، ويتألفون من كيانات عدة، كالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، ومؤتمر القاهرة، إضافة إلى تيار الدولة برئاسة لؤي حسين. كذلك سينضم نحو 16 ممثلاً لفصائل عسكرية معتدلة. وكشف رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، أن ما سينتج من اتفاق بين المجتمعين في الرياض سيعرض على القمة الخليجية التي يتزامن انعقادها مع المؤتمر لتأييدها وإعطائها الدعم الإقليمي اللازم، بحسب «العربية».
في المقابل، أوردت «فرانس برس» أن أكراد سورية سيعقدون خلال اليومين المقبلين مؤتمراً في الحسكة (شمال شرقي سورية). وقال عضو اللجنة التحضيرية لـ «مؤتمر سورية الديموقراطية» سيهانوك ديبو: «يعقد المؤتمر في 8 و9 من الشهر الحاري في مدينة المالكية» بمشاركة قوى وأحزاب كردية وعربية، بينها تلك الناشطة في مناطق الادارة الذاتية الكردية وهيئة التنسيق الوطنية وتيار قمح (قيم مواطنة حقوق) برئاسة هيثم منّاع.
وكان حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب اعتبرا أن المشاركين في مؤتمر الرياض «لا يمثلون كل مكونات الشعب السوري». ولم توجه دعوة الى حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي للمشاركة في مؤتمر الرياض. كما لم تتلق «قوات سورية الديموقراطية» ايضاً، وهي مجموعة فصائل عربية وكردية، دعوة إلى مؤتمر الرياض.
في غضون ذلك (أ ف ب) أظهرت دراسة أجراها معهد لمراقبة النزاعات ان «داعش» يحقق دخلاً يصل الى 80 مليون دولار شهرياً بخاصة من الضرائب ومصادرة الممتلكات، الا انه بدأ يعاني مالياً بسبب ضرب البنى التحتية للنفط في مناطق سيطرته. وقال معهد «اي اتش اس» لمراقبة النزاعات إن التنظيم يستمد نحو نصف موارده من الضرائب وعمليات المصادرة، حيث يفرض ضريبة 20 في المئة على الخدمات. وأضاف ان نحو 43 في المئة من الموارد تأتي من بيع النفط، والبقية من تهريب المخدرات ومن بيع الكهرباء والتبرعات.