يتمتع الجولان بطقس بارد خلال فصل الشتاء، وهو ما يجعل عملية الاعتناء بحديقة المنزل تختلف عن المناطق المحيطة بنا. ولهذا السبب عادة ما نرى معظم الحدائق المنزلية في الجولان مهملة خلال فصل الشتاء، لأن أصحابها يعتقدون أنه لا حول ولا قوة لهم، وأن عليهم انتظار فصل الربيع لإعادة زرعها بالورود والأزهار من جديد.
هذا الاعتقاد خاطئ لأن هناك أزهارا يمكن زراعتها في فصل الشتاء، وهي تضفي جمالاً على الحديقة المنزلية لا يقل عن الأزهار الربيعية أو الصيفية، بل على العكس تماماً ذلك لأنها تتكامل مع البيئة الشتوية المحيطة والمنظر العام خلال فصل الشتاء.
الأزهار التي يمكن زراعتها في فصل الشتاء عديدة نذكر منها الأنواع التالية:
زهرة الثالوث
زهرة الثالوث، واسمها باللاتينية (Pansy)، وهي زهرة للزينة، تنحدر من عائلة البنفسج، تتميز بشكلها الطريف الذي يشبه وجه الإنسان او الهرة الصغيرة. وتتميز زهرة الثالوث ببتلاتها الثلاث التي أخذت منها اسمها. وهي ذات ألوان متعددة منها الوردي والبنفسجي والاصفر والاحمر والابيض والازرق الباهت والكحلي الداكن، وغيرها.. وهو ما جعلها من أروع الأزهار وأكثرها جاذبية.
زهرة الثالوث تعتبر من أكثر زهور الزينة في الحداثق العامة والخاصة في مختلف مناطق العالم، وهي تعيش في الغالب عامين، أي أنها من النباتات الموسمية، وتنمو في المناخات الباردة والمعتدلة، وتتميز بقوة التحمل لمختلف ظروف الطبيعة القاسية، وقدرتها على التشكل حسب مزاج المُهجن؛ مما جعل منها الزهرة المحببة للعديد من المهجنين والجنائنيين.
الوقت المثالي لزراعة زهرة الثالوث هو عند انخفاض درجة حرارة الطقس، وقبل بدء موسم الأمطار. وتزرع في الأماكن المفتوحة المعرضة لأشعة الشمس أو التي تتراوح بين الشمس والظل.
عصا الراعي
إحدى أكثر الأزهار انتشاراً في بلاد الشام. تنبت في الجبال وتحديداً في الأماكن قليلة التعرض للشمس. تزرع فقط بعد برودة الطقس بشكل ملموس، بين أشهر تشرين أول وكانون أول، وتزهر في الأشهر من كانون ثاني وحتى نيسان. ورقة هذه النبته تنمو بشكل قلب، وعندما تزهر يكون لون زهورها غامق ثم يتحول للون الزهري الفاتح. من ألوانها: الأحمر, البنفسجي، الزهري والأبيض.
عصا الراعي زهرة تنمو لعدة سنوات، وتعتبر من أكثر الأزهار البرية انتشاراً في منطقتنا، وعادة ما تنبت بين الصخور وفي مناطق الظل، ويمكن للنبتة الواحدة منها أن تزهر عشرات الأزهار.
زهرة التوليب:
زهرة التيوليب نبات من الفصيلة الزنبقية، موطنها الأصلي تركيا ويطلقون عليها اسم زهرة العمامة لأنها تتكون من عدة طبقات من البتلات الملونة تشبه العمامة التي يلفها الرجال في تركيا حول رؤوسهم.
تأخذ هذه الزهرة شكل فنجان الشاى – أو الجرس المقلوب. انتقلت هذه الأزهار إلى أوروبا منذ 400 سنة وانتشرت بها، فوجدت عناية خاصة بزراعتها في هولندا التي أصبحت رمزها ومصدر دخل كبير لها، حيث تُنتج سنوياً بليون زهرة تُصدر إلى كُل بلاد العالم .
وزهرة التوليب لا تنمو بالبذور أو العُقل ولكن بالأبصال، فعندما تُزرع الأبصال في الخريف تنمو لها جذور من الأسفل، وتشق الساق الطويلة الأرض إلى أعلى حاملة الأوراق. وفي الربيع تُجمع أزهار التوليب وأثناء نمو النباتات ينمو بجوار البصلة، التي أزهرت عدة أبصال أُخرى، تُجمع وتوضع في ثلاجات بدرجات حرارة معينة طوال فصل الصيف، حتى تُصبح صالحة للزراعة في الخريف.
ولزهرة التوليب حياتان :
(1) حياة فوق الأرض تنتهي بالأزهار ذات الألوان الجميلة الحمراء والصفراء والوردية .
(2) وحياة أُخرى تنتهي بتكوين الأبصال الجديدة التي تُصدر هولندا منها سنوياً بليوني بصلة. ولا يزور أحد هولندا إلا ويشتري أبصالاً لهذه الزهرة الرائعة.