مجد سميح أبو صالح قصة نجاح أسطورية

مجد سميح أبو صالح شاب جولاني في السادسة والثلاثين من عمره، أصيب وهو في العشرين بجلطة أدت إلى إصابته بشلل رباعي، حيث فقد القدرة على الحركة اعتباراً من الفقرة الثانية في عموده الفقري، وأصبح غير قادر على التنفس بدون دعم الأجهزة، بالإضافة إلى فقدانه النطق، حادثة كانت لتتسبب لأي كان بنهاية مأساوية لحياته. إلا أن مجد لم يستسلم، بل كان له ذلك دافعاً لاستغلال قدراته العقلية فوق العادية، فاتحاً أمامه حياة غنية بالمنجزات يعجز عنها الكثيرون ممن يتمتعون بكامل قدراتهم الجسدية، كان آخرها تخرجه قبل أيام من كلية برمجة الكمبيوتر في الجامعة المفتوحة.

يروي مجد قصته فيقول:
لقد وهبني الله عائلة محبة، فلولا دعم والدي وتكريس وقتهما لخدمتي لما تمكنت من الوصول إلى هذه المرحلة.
تخرجت من المعهد المتوسط في تخصص البلاستيك في منتصف عام 2008. بعد التخرج، بدأتُ العمل كفني في مصنع للبلاستيك. وفي 11 ديسمبر من نفس العام، وبصورة مفاجئة تماماً، تعرضتُ لسكتة دماغية في الحبل الشوكي. إنها حالة نادرة للغاية؛ لم ألتقِ بأي شخص آخر لديه نفس الإصابة في نفس الجزء من الحبل الشوكي، وهو الجزء الثاني المعروف باسم C2.

في يوم الحادث، كنتُ في المنزل وأشعر بصحة جيدة تمامًا، وفجأة شعرتُ بألم شديد في رقبتي. بعد ذلك، أسرع بي أخي إلى المجمع الطبي في البلدة. وبينما كنت أشرح للطبيب الأعراض التي أصابتني فقدت القدرة على التنفس، ثم فقدتُ الوعي. عندما استيقظتُ، وجدت نفسي في المستشفى في غرفة مليئة بالأجهزة الطبية، بما في ذلك جهاز التنفس الصناعي.

بعد فحوصات مكثفة، قرر الأطباء أنني قد تعرضتُ لسكتة دماغية، وأخبروني أنه لا يمكنهم فعل الكثير لشفائي. إنها معجزة أنني ما زلتُ على قيد الحياة. فلو لم يتم نقلي إلى المركز الطبي فوراً، ربما كنتُ قد توقفتُ عن التنفس في المنزل، مما كان سيؤدي إلى عواقب مميتة.

الآن، أصبحتُ مشلولًا بالكامل، وأعتمد على أنبوب التنفس، كما أن حديثي محدود وصوتي منخفض. حاليًا، أنا في المنزل حيث تتولى عائلتي، رعايتي باهتمام وتفانٍ. فلولا دعم والدي اللامحدود لما تمكنت من الوصول إلى هذه المرحلة.

قبل ست سنوات، كانت أيامي رتيبة؛ كنتُ أستيقظ، وربما أستحم، ثم أقضي اليوم إما في مشاهدة التلفزيون أو النوم. لكن كل شيء تغير عندما حصلتُ على هذا الكمبيوتر. إنه جهاز مزود برنامج خاص يسمى “Grid”، مكنني من التحكم بالكمبيوتر باستخدام عيني فقط. هذه التقنية غيرت حياتي تمامًا، ومنحتني الأمل والهدف من جديد. ورغم أن تواصلي كان محصورًا من خلال الشاشة، إلا أنه أعاد لي الاتصال بالعالم الخارجي. تمكنتُ من إعادة التواصل مع أصدقائي عبر منصات مثل فيسبوك وإنستجرام وواتساب. كما بدأتُ في الانغماس في القراءة والدراسة الذاتية.

قبل 4 أعوام تم قبولي في الجامعة المفتوحة، التي تملك برنامجًا شاملاً مصممًا خصيصًا ليناسب احتياجاتي. جميع المحاضرات والامتحانات كانت عبر تطبيق زووم، مما سمح لي بالدراسة من المنزل. اخترتُ دراسة علوم الحاسوب، وقد أكملتُ بالفعل دراستي بنجاح وحصلت على درجة البكالوريوس. جهزت سيرتي الذاتية وسأرسلها لبعض الشركات آملاً الحصول على وظيفة.

مجد سميح أبو صالح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

+ -
.