أكد مجلس الأمن على ضرورة احترام وقف العمليات العدائية وشموله كل سورية بعد انهيار هدنة حلب، و «التطبيق الفوري» للقرار 2254 إثر إعلان «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» منع دمشق دخول مساعدات إلى مدينة داريا جنوب غربي العاصمة، في وقت شنت فصائل المعارضة السورية أمس هجومين استهدف الأول مخيم حندرات في ريف حلب لعرقلة خطة القوات الحكومية حصار القسم الشرقي من حلب، واستهدف الثاني التقدم في ريف حماة الغربي إلى قرية تضم علويين وموالين قرب اللاذقية.
وأعرب المجلس في بيان صدر بإجماع كل أعضائه، عن «القلق البالغ حيال الانتهاكات لوقف الأعمال القتالية الذي أقره مجلس الأمن في قراره ٢٢٦٨»، ورحب بجهود رئيسي «مجموعة الدعم الدولية لسورية»، روسيا والولايات المتحدة، و «إعادة التأكيد على التزامهما وقف الأعمال القتالية على المستوى الوطني في كامل سورية الذي بدأ تطبيقه في ٢٧ شباط (فبراير) الماضي»، والتزامهما «استخدام نفوذيهما مع أطراف وقف الأعمال القتالية على الأرض للضغط عليهم للتقيد بالهدنة والامتناع عن الرد غير المناسب للاستفزازات والتقيد بضبط النفس».
وأكد المجلس ضرورة احترام الأطراف في النزاع موجبات القانون الدولي، مشدداً على ضرورة «التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية ووقف القصف العشوائي». وأعاد المجلس تأكيد أن «المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق الحكومة السورية لحماية السكان المدنيين في سورية» داعياً أطراف النزاع إلى «اتخاذ خطوات فعلية للتأكد من حماية المدنيين».
وطلب المجلس من أطراف النزاع في سورية «التقيد الكامل والفوري بقراره ٢٢٥٤ لتسهيل عملية سورية يقودها السوريون لانتقال سياسي عملاً ببيان جنيف١ وبيانات مجموعة الدعم بهدف إنهاء النزاع».
وجدد المجلس دعمه الكامل للمبعوث الدولي ستيفان دي مستورا.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت في تغريدة على موقع «تويتر» مساء أمس: «مع الأسف منعت قافلة المساعدات بالتعاون مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري من دخول داريا رغم الحصول على الإذن المسبق من جميع الأطراف»، وأضافت: «نناشد السلطات المعنية إتاحة دخولنا إلى داريا كي نوفر الحاجات الماسة من الأغذية والأدوية».
وعادت الأوضاع إلى المربع الأول فجر الخميس في حلب بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بعدما انتهت التهدئة بين الطرفين ليل الأربعاء- الخميس من دون تمديد. وتركز القتال في منطقة حندرات التي تسيطر عليها المعارضة، وهي منطقة مهمة، لقربها من آخر طريق يصل إلى مناطق المعارضة في حلب التي كانت كبرى مدن سورية قبل الصراع وتنقسم الآن بين الحكومة والمقاتلين.
في محافظة حماة، سيطرت فصائل إسلامية و «جبهة النصرة» على بلدة الزارة العلوية وخطفت عناصر من الميلشيات الموالية وعائلات. وأشارت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، إلى أن «مجموعات إرهابية مسلحة تسللت إلى بلدة الزارة في ريف حماة الجنوبي وقام أفرادها بارتكاب مجزرة بحق الأهالي واختطاف عدد من الأطفال والنساء (…) وأعمال تدمير وتخريب وسلب».
وفيما شنت القوات الحكومية سبع غارات على الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المسلحة في ريف دمشق، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران السوري شن عشرات الغارات على مناطق المعارك.