
ممارسة رياضة السباحة بحد ذاتها ليست بالأمر الجديد، فالكثير من أبناء وبنات الجولان يمارسون هذه الرياضة منذ سنوات طويلة. لكن الجديد في الأمر هو الانتشار الواسع لهذه الرياضة في الآونة الأخيرة، وهو ما أصبح ممكنًا بعد افتتاح مبنى “كانتري أرينا” في مجدل شمس، الذي يضم مسبحًا أولمبيًا حديثًا بات يعجّ بالسباحين والسباحات من مختلف الأعمار.
ما يميز مسبح “أرينا” أيضًا أنه مسبح مغلق ومجهّز بأحدث أنظمة التدفئة والتهوية، ما يمنح الرياضيين إمكانية ممارسة رياضتهم المفضلة طوال أيام السنة. فمناخ الجولان معروف ببرودته الشديدة، حيث تمتد فترة الشتاء القارس نحو ستة أشهر تقريبًا، مما يجعل ممارسة الرياضة في الهواء الطلق أمرًا شبه مستحيل خلال هذه الفترة. لذلك يُعد المسبح المغلق في “أرينا” الحل الأمثل للراغبين في الحفاظ على لياقتهم البدنية ونمط حياتهم الصحي دون انقطاع، سواء في الصيف أو في عزّ الشتاء.
خلال زيارتك لمسبح أرينا يمكنك أن ترى مشهدًا يعكس التنوع والحيوية: أطفالًا صغارًا جاء بهم أهاليهم لتعلّم السباحة في سن مبكرة، وكبارًا في السن لم تتح لهم الفرصة سابقًا لتعلمها، فقرروا الآن خوض التجربة. وهناك أيضًا من يعرف السباحة لكنه أراد تعلمها بأسلوب احترافي ومنهجي. أما الفئة الأبرز، فهي مجموعة كبيرة من الشباب والصبايا الذين يتقنون السباحة ويمارسونها كنمط حياة دائم، لكنهم أرادوا أن يضفوا على ممارستهم طابع التحدي والالتزام، فانضموا إلى مجموعات تدريب متقدمة لتطوير مهاراتهم وتقنياتهم وسرعاتهم، استعدادًا للمشاركة في مسابقات على المستوى القطري.

يقول المدرب أدهم أبو صالح عن هذه المجموعة:
“أطلقنا على هذه المجموعة من السباحين اسم مجموعة الماسترز، وتضم العشرات من الصبايا والشباب. هم سباحون متمرسون أصبحت السباحة جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية، ويمارسونها كنمط حياة صحي. يرغبون في تطوير مهاراتهم وخلق تحديات جديدة لأنفسهم كي لا تصبح الأمور روتينية ومملة. هؤلاء السباحون يتدربون بإشرافي وبإشراف المدربة رنا الصفدي، وهم في مستوى متقدم، يستعدون للمشاركة قريبًا في مسابقات على المستوى القطري وغيرها.”

أما المدربة رنا الصفدي فتضيف:
“ممارسة أي رياضة بشكل فردي ومن دون حافز قد تصبح مملة. عندما يصل الرياضي إلى مستوى معين، يحتاج إلى دافع يدفعه لتطوير نفسه وقياس قدراته، فهذا يمنح نشاطه معنى ويخلق أمامه تحديات ممتعة. هذه المجموعة تتدرب بشكل جماعي، يومين في المسبح، نعتمد خلالهما تمارين وألعابًا مائية ممتعة، ويومًا ثالثًا في قاعة اللياقة البدنية. الرياضة بالنسبة لهم أصبحت أسلوب حياة متكامل. إنه لأمر مفرح أن نرى أشخاصًا ملتزمين بنمط حياة رياضي وصحي بهذه الجدية.”
يُشكّل مسبح أرينا اليوم أكثر من مجرد مكان للسباحة؛ إنه فضاء اجتماعي ورياضي متكامل يبعث روح النشاط في المجتمع، ويمنح الأجيال الجديدة والكبار على حد سواء فرصة لاكتشاف متعة السباحة وفوائدها الجسدية والنفسية. ومع المرافق الحديثة والتدريب الاحترافي والإمكانية المتاحة لممارسة الرياضة على مدار العام، يبدو أن الجولان على موعد مع مرحلة جديدة من الثقافة الرياضية التي تجمع بين المتعة، والصحة، والاستمرارية.












































