مصر: موسى يدعو لعودة الجماعة شريطة الالتزام بالدستور

دعا عمرو موسى، مرشح الرئاسة السابق في مصر، إلى ضرورة ترك الباب مفتوحا لعودة جماعة الإخوان المسلمين إلى الساحة السياسية شريطة قبولها الدستور الجديد.

وتخالف تلك الدعوة للمصالحة المحتملة مع جماعة الإخوان المحظورة الموقف المعلن للقيادات السياسية والأمنية في السلطة الحالية التي ترى أنه لم يعد هناك مكان للجماعة في مصر.

ومنذ عزل الجيش الرئيس المنتخب محمد مرسي، أحد قيادات الإخوان، تتعرض الجماعة لملاحقات شملت تقديم قادتها ونشطائها للمحاكمات بتهم ممارسة العنف والإرهاب والإضرار بالأمن المصري.

وكان الجيش قد عزل مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي إثر احتجاجات شعبية واسعة على طريقة إدارته للبلاد.

ويُحاكم مرسي في أربع قضايا بعد اتهامه بقتل متظاهرين والتخابر مع منظمات أجنبية والهروب من السجن في أثناء ثورة 25 يناير 2011.

وتتعرض الجماعة لحملات إعلامية وسياسية متصاعدة خاصة بعد إعلانها من جانب الحكومة أواخر العام الماضي تنظيما إرهابيا. كما استبعد الرئيس المؤقت عدلي منصور إمكانية المصالحة مع الجماعة.

“لماذا يُستبعدون؟”

وطالب موسى، الذي أبدى مرارا تأييده لترشح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية المرتقبة، الإخوان بالالتزام بقواعد العمل السياسي الحالية في مصر.

وفي مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء، لم يستبعد موسى أن يسمح السيسي للإخوان المسلمين بالعودة إلى العمل السياسي حال انتخابه رئيسا.

مظاهرات الإخوان في مصر

الإخوان يصرون على عودة “الشرعية” قبل التفاوض مع السلطة.

وتساءل موسى “ما داموا يلتزمون بالقواعد ويعملون بموجب القواعد نفسها التي نعمل بها جميعا فلماذا يُستبعدون؟”.

وعبر عن اعتقاده بأن “الكرة في ملعب” الإخوان.

وأضاف “الطريق مفتوحة لهم إذا قرروا ذلك. يمكنهم التقدم بمرشحين ودخول البرلمان.”

“الطريق مفتوحة لهم إذا قرروا ذلك. يمكنهم التقدم بمرشحين ودخول البرلمان”

وترفض الجماعة، وهي الفصيل الرئيسي في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، الاعتراف بعزل مرسي وما تلاه من نتائج ومنها إصدار دستور جديد.

ويطالب أنصار مرسي بعودة ما يصفونه بالشرعية ومحاسبة المسؤولين عن أعمال القتل بعد الثالث من يوليو قبل الدخول في أي مفاوضات بشأن المصالحة.

مهمة “ليست سهلة”

وكان موسى رئيسا للجنة الخمسين التي أعدت مشروع الدستور الجديد، وقاطع أنصار مرسي خاصة من الإسلاميين الاستفتاء الشعبي عليه في شهر يناير كانون الثاني الماضي.

وقال السياسي المخضرم، الذي كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، إن على الإخوان “أن يتطلعوا للمستقبل” وأن يختاروا “الطريق الصحيح” والعمل في إطار النظام.

وأضاف أن الإخوان “لديهم فرصة خوض الانتخابات إذا أرادوا وأن يؤسسوا حزبا في حدود الدستور.”

وتعتبر الجماعة إن أي انتخابات قادمة ستكون باطلة وتحمل السيسي المسؤولية عما تعتبره انقلابا على التجربة الديمقراطية في مصر بعد ثورة 25 يناير.

غير أن موسى، المقرب من وزيرالدفاع، عبر عن اعتقاده بأن السيسي قادر على إخراج مصر من حالة عدم اليقين، لكنه نبه إلى أن مهمته، لو فاز بالرئاسة، لن تكون ليس سهلة.

وقال “لدينا فشل في جميع المجالات تراكم على مدى السنين لسوء الإدارة وأنصاف الحلول وعبادة الفرد.”

ويحظى السيسي بشعبية ملحوظة في مصر ويرى مؤيدوه أن له الفضل في “تخليص” مصر من حكم الإخوان المسلمين.

ولم يعلن وزير الدفاع حتى الآن رسميا عزمه الترشح للرئاسة. غير أن وسائل الإعلام نقلت عنه قوله إنه لا يستطيع تجاهل رغبة الشعب المصري.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أبدى تأييده لأي قرار محتمل من جانب السيسي بالترشح للرئاسة.

واستبعد موسى عودة مصر إلى حكم الفرد، وقال إن عبادة الفرد لن تنطبق على السيسي.

وأضاف “أبلغني المشير بنفسه شخصيا أنه لا يقبل ذلك وإنه لا يشعر بارتياح مع كل هؤلاء الذين يحاولون ممارسة هذا الأسلوب أو يبالغون في إظهار مشاعرهم والتعبير عنها”.

+ -
.