مظاهرة في الجزائر للحض على مقاطعة انتخابات الرئاسة

شارك الآلاف من أنصار المعارضة الجزائرية في مظاهرة بالعاصمة، للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها الشهر المقبل.

وترى أحزاب المعارضة أن إصابة بوتفليقة (77 عاما) بجلطة العام الماضي جعلته غير قادر على تولي مقاليد الحكم في البلاد.

ويتولى بوتفليقة مهام منصبه منذ عام 1999. وفي عام 2008، ألغى قواعد دستورية كانت تقصر الرئاسة على فترتين متتاليتين كحد أقصى.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، لم يظهر بوتفليقة في مناسبات علنية إلا نادرا.

ويرى مراقبون أن فوز بوتفليقة في الانتخابات، المقرر إجراؤها في 17 أبريل/ نيسان المقبل، مسألة شبه محسومة في ظل الدعم الذي يحظى به من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم وفصائل الجيش ونخبة من رجال الأعمال.

“الجزائر الحقيقية”

واحتشد نحو خمسة آلاف شخص في استاد رياضي بالعاصمة، ورددوا شعارات مناوئة لحكم بوتفليقة وأخرى تدعو لمقاطعة الانتخابات. كما انتقد زعماء المعارضة ترشح بوتفليقة لفترة رئاسة رابعة وطالبوا بإصلاح النظام السياسي الذي يعتبرونه فاسدا.

وتعتبر التجمعات الحاشدة للمعارضة أمرا غير عادي في الجزائر، حيث يهيمن حزب جبهة التحرير الوطني وقادة الجيش على الحياة السياسية منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962.

وأمام الحشود، قال محسن بلعباس، رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إن “الموجودين هنا هم أولئك الذين تم استبعادهم.. أولئك هم الذين تمت تنحيتهم.. لكن هذه هي الجزائر الحقيقية.”

وأضاف بلعباس، حسبما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء، أن “النظام سوف ينهار، لكن الجزائر ستبقى.”

وأصدر بوتفليقة بالإنفاق بسخاء من أرباح الجزائر من النفط على مشروعات في مجالات الإسكان والخدمات العامة والبنية التحتية، وهو ما رأى فيه مراقبون محاولة لدرء اضطرابات اجتماعية في أعقاب اندلاع الانتفاضات العربية في شمال افريقيا في عام 2011.

لكن أحزاب المعارضة ليست متحدة ومازالت تتسم بالضعف، بحسب مراقبين.

 

وفي دليل على وجود هذه شقاقات داخل صفوف المعارضة، ردد أنصار المعارضة الإسلامية والعلمانية صيحات استهجان وسخرية تجاه بعضهم البعض أثناء تجمع يوم الجمعة.

 

وبوتفليقة واحد من المحاربين القدامى القلائل الذين مازالوا على قيد الحياة بعدما خاضوا حرب التحرير ضد فرنسا.

 

لكنه يعاني من متاعب صحية مزمنة، كما لاحق حكمه في الآونة الأخيرة فضائح فساد تورط فيها أفراد من دائرته المقربة.

 

+ -
.