لا يزال معبد بل في مدينة تدمُر الأثرية الواقعة وسط سوريا صامدا رغم محاولة مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” تفجيره، حسبما صرح مدير الآثار في سوريا مأمون عبد الكريم.
وأكد عبد الكريم، لبي بي سي، وقوع انفجار شديد داخل محيط المعبد، لكن “هيكله الأساسي وأعمدته وحرمه لم يتعرضوا لأضرار”.
ولا يمكن لشهود العيان الاقتراب من الموقع لمعرفة حجم الأضرار التي لحقت بالمعبد الذي قال ناشطون سوريون في وقت سابق إن مسلحي التنظيم دمروا جزءا منه.
وقال المركز السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن مسلحي التنظيم “دمروا جزءا من معبد بل الذي يعود إلى العصر الروماني في هذه المدينة التاريخية الصحراوية وسط سوريا”.
ولم يحدد المركز حجم الضرر الذي وقع في المعبد الذي يعد من معالم هذه المدينة الأثرية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
لكن أحد سكان المدينة قال إن الضرر الذي أصاب المعبد كان كبيرا جدا بعد أن وضع المسلحون داخله كمية كبيرة من المتفجرات.
وقال أحد سكان تدمر لوكالة أسوشييتد برس “إنه تدمير شامل. الأحجار والأعمدة الآن على الأرض”.
وأضاف “كان تفجيرا يسمعه الأصم”، قائلا إنه لم يتبق من المعبد إلا الجدار.
وكان المعبد مكرسا لآلهة تدمر وكان من أكثر المواقع الأثرية في المدينة احتفاظا ببهائه.
وأفادت تقارير، الأسبوع الماضي، بأن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية فجروا معبد بعل شمين الشهير في المدينة ذاتها.
كما أعدم مسلحو التنظيم عالم الآثار خالد الأسعد بقطع رأسه على الملأ، وربطوا جثمانه بعمود أثري، بحسب نشطاء
ومنذ سيطرتهم على تدمُر، دمر مسلحو التنظيم تمثالا لأسد يعود للقرن الثاني الميلادي، وضريحين إسلاميين بالقرب منه ووصفوهما بأنهما من “مظاهر الشرك”.
وقد سيطر مسلحو التنظيم على مدينة تدمر في مايو / آيار الماضي، مما أثار المخاوف بشأن مصير هذه المدينة الأثرية.
وتقع تدمرالحديثة، المتاخمة للمواقع الأثرية، في منطقة ذات أهمية استراتيجية في الطريق بين العاصمة السورية ومدينة دير الزور شرقي البلاد.
وكانت تدمر التاريخية مركزا ثقافيا وموقعا أثريا هاما على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وأدانت اليونسكو تدمير التراث الثقافي لسوريا ووصفته بأنه جريمة حرب.