أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس، أن «إلغاء ديون اليونان غير وارد»، وذلك بعد إعلان نوايا صادر عن الحكومة اليونانية وجه ضربة للأسواق. واعتبر في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، أن «دول منطقة اليورو الأخرى لن ترضى بإلغاء الديون». لكن رجح «إمكان إبرام تسويات، لكن لن تعدل الترتيبات القائمة في شكل جوهري».
ولفت إلى أن رئيس الوزراء اليوناني الجديد الكسيس تسيبراس «يقسم بأن اليونان لم تعد تقبل بالتقشف، لكن دول اليورو تجيبه بوقف القروض في حال عادت اليونان عن التزاماتها».
وكثفت الحكومة اليونانية برئاسة تسيبراس التصريحات التي تعكس برنامج «حزب سيريزا» اليساري المتشدد، والمعاكسة لتوصيات ترويكا الجهات المانحة (المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي)، ما أدى سريعاً إلى هبوط كبير في قيمة المصارف في البورصة. كما سجل المؤشر العام لبورصة أثينا تراجعاً نسبته 9.24 في المئة. وخسرت المصارف ربع قيمتها (-26.67 في المئة)، فيما تجاوزت السندات اليونانية لعشر سنوات 10 في المئة.
وأدلى تسيبراس ووزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس بتصريحات متضاربة، إذ أعلن الأول في افتتاح الجلسة الحكومية انه يرأس حكومة «خلاص وطني»، مستعدة «لتقديم دمها» من أجل استعادة «كرامة اليونانيين». ولطالما حمل «حزب سيريزا» مسؤولية فقدان «الكرامة» هذا إلى القيود المفروضة على اليونان منذ سريان برامج المساعدة عام 2010، وتريد الحكومة الجديدة التحرر منها، فيما تطالب بإعادة التفاوض على الديون.
وتحدث تسيبراس عن أن من بين «الأولويات» «إعادة تفاوض جديدة مع شركائنا للتوصل إلى حل عادل وقابل للحياة يأتي بفائدة متبادلة». وأكد إرادته تجنب «قطيعة كارثية متبادلة» مع شركاء اليونان وإنهاء «سياسة إرضاخ» البلاد.
وأكد فاروفاكيس مجدداً خلال مراسم التسلم والتسليم مع سلفه المحافظ غيكاس هاردوفيليس، أن اليونان «ستطوي صفحة سياسة التقشف»، لكن «لا تريد مبارزات» مع وأوروبا، وتسعى على العكس إلى «علاقة جديدة تُبنى على الثقة والصدق».
وهددت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد أند بورز» منذ مساء أول من أمس، بخفض تصنيف اليونان «ب» من «مستقر» إلى «سلبي». وأوضحت أن «بعض السياسات الاقتصادية والمالية التي تروج لها الحكومة الجديدة في اليونان برئاسة «حزب سيريزا» اليساري، لا يتلاءم مع الإطار السياسي الذي تم التفاوض عليه بين الحكومة السابقة والدائنين الرسميين».
واعتبرت المحللة لدى «إي أتش أس» بلانكا كولينينكوفا، أن «مهمة حكومة تسيبراس تزداد صعوبة نظراً إلى قلة خبرة الوزراء الجدد».
وفي هذا الإطار استقبل تسيبراس أمس، ضيفه البارز الأول رئيس البرلمان الأوروبي، الألماني مارتن شولز. لكن الاهتمام ينصب على زيارة رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم (وزير مال منطقة اليورو) اليوم، التي ستشمل بحسب تسيبراس إجراء نقاش «محوري ومنتج». وجمع رئيس الوزراء مساء أول من أمس طاقمه المالي استعداداً للقاء.