
بقلم: هدى أبو نابوت – صحفية من درعا
وبما أن معظم أهل درعا غير قادرين على الحديث علنًا، سأتطوع وأوضح في هذه المرحلة الحساسة ما الذي حدث ويحدث… ما يحدث في درعا حدث في كل محافظة بدون استثناء.
ماذا يعني هذا الكلام؟؟
يعني أن محافظ درعا ورئيس الأمن العام حوارنه، نعم، لكنهم لا يمثلون الحورانه، هم يمثلون هيئة تحرير الشام.
قلت سابقًا: من خرج من درعا في تسوية 2018 وانضم منهم إلى هيئة تحرير الشام، عاد بعد “سقوط النظام” إلى المحافظة واستلم الحكم فيها…
السلطة لم تشارك أحدًا خارج هيئة تحرير الشام، كل القرارات المصيرية بيدهم… لم يعد للوجهاء ولا لرجال الدين مكان في المحافظة… حتى الشيخ أحمد الصياصنة، الذي لم يستطع الأسد أن يسكته رغم أنه دعس بدبابة على جسد ابنه واختطف جثمانه ولا يُعرف أين دُفن حتى الآن… سكت مُرغمًا بوجود هيئة تحرير الشام.
ما الذي حدث؟؟
التحريض على السويداء بأنها خائنة وعميلة في كل المنابر، واختلاق قصة الإبادة بحق البدو على نحو غير صحيح، وجمع كل العشائر، وإغلاق أوتستراد دمشق–السويداء، وإبقاء كل الحشد والمعارك من درعا إلى السويداء…
وكل التعفيش والسرقات من السويداء مرورًا بدرعا، ومحاصرة المحافظة، وكل المساعدات تأتي من درعا حصرًا…
وزُجّ الأمن العام بالشباب الصغار في العمر، ممن انضموا إلى الأمن العام بدرعا، في محرقة عندما قصفتهم إسرائيل، كجزء من لعبة حتى لا يخرج أي صوت من درعا.
كل هذا مقصود، وأتوجه لأهل السويداء تحديدًا ليعرفوا أنه مشروع مقصود لخلق حالة انقسام وعداء غير قابل للإصلاح.
أي حوراني يقول “لا نقبل ما تفعلونه بأهلنا في السويداء” يُخَوَّن. أنا شخصيًا تصلني رسائل: “اختاري بين إسرائيل والدولة”، لأني أقف داعمة للسويداء وضد الظلم الذي حصل، ولأني أكشف وأكتب ما يحدث، وليس كما يفعل إعلام الإخبارية الكاذب وأبواق السلطة…
أنا أقف مع سوريا، ولذلك أقف مع السويداء.
أنا أقف مع سوريا، لذلك أقف ضد ممارسات السلطة الإجرامية، باستباحة محافظة كاملة وحصارها بدل إيجاد حل سياسي في هذا الظرف الصعب.
أنا أقف مع السويداء، لأنهم استقووا عليها. ولو كانوا صادقين، فليرونا عضلاتهم مع قسد! ولا أحد منهم يجرؤ أن ينبس ببنت شفة أمام أمريكا (أنا طبعًا ضد أي عمل عسكري)، لكن للمقارنة فقط، ولنعرف الحقيقة.
إسرائيل لم تحمِ السويداء من المذبحة، بل خففتها، وأهل السويداء يعرفون أنها فعلت ذلك لأسباب لا تخصهم، ولا تهتم لهم، ولا لأمرهم.
ولكن نكش عش الدبابير يعطي فرصة لظهور كل الخطابات وتغذية كل النزاعات، لماذا فعلتم ذلك؟ لهذا يتحمل أحمد الشرع المسؤولية، لأنه أعطى الأمر، ولأنه في موقع رئاسة الجمهورية في هذا الوقت الصعب.
فعل هذا في كل المحافظات، أعاد كل أبناء المحافظات ممن ينتمون إلى هيئة تحرير الشام ليديروا باقي المحافظات، ظاهريًا هم من أبنائها، لكن في الواقع لا يمثلون نبض أهلها.
قمع الجميع وسلّط علينا أبواق السلطة… تحريض، وتحريض، وتحريض، فصمت الجميع.
لم يصمت لأنه يقبل بما يحدث، بل لأنه خائف…
لأن معظم حواضن الثورة تعبت: تهجير، وقتل، وتنكيل حتى غاب صوتها.
لكن الظلم الذي بدأ يُمارس عليهم في كل المحافظات سيفلت من عقاله في القريب العاجل… سيفلت بطريقة لا نعرف كيف ولا متى.
أقول هذا لأهل درعا والسويداء حاليًا، لأنهم في وجه المدفع… لستم أعداء بعض، أنتم مظلومون من جهة واحدة بطرق مختلفة.
البدو أيضًا ليسوا أعداءكم يا أهل السويداء. من سلّح الزعران وتسبّب بالمقتلة هم أيضًا من الهيئة وبأوامرها، وتهُجِّر البدو من أرضهم وبيوتهم، وها هم هائمون نازحون في درعا رغمًا عنهم.
أعيدوا الدفّة إلى المكان الصحيح يا سوريين، ليس شعبًا في مواجهة شعب… ليس أهلًا في مواجهة أهل…
بل سلطة في مواجهة شعب.
نحن يجب أن نفكر كيف نعيش بسوريتنا التي قتلها أصحاب الأجندات… نحن لا أجندة لنا ولا غاية سوى أن نُعيد سوريا لنا جميعًا.
لسنا طوائف وملل… وكل الشعب مقهور من الحل الذي فُرض عليه… الكل مخطوف، فلنخفف جميعًا حملات التخوين، ونواجه أبواق التحريض…
ونسأل أنفسنا: من المستفيد من كل هذا المشهد؟ وما هو الحل؟
وفي النهاية، ليس لأني حورانية وأدافع عن أهلي، ولكن لو يعلم كل الشعب السوري كم يتحمّل مجموعة من الحورانيين قرروا أن يفعلوا ما باستطاعتهم، ليطلقوا ولو حملة، أو يركضوا هنا وهناك لإعادة المختطفات النساء وتأمينهن بعد أن وُجدن بأرضهم مرغمين…
لم يقم أي حوراني بخطف أي امرأة، ولم يشارك في كل هذه المهزلة، ولم يصمت عليها.
ويعلم كثيرون من أهل السويداء أن شبابًا راهنوا على دمهم مقابل تأمين النساء وإيصالهن إلى جرمانا ودمشق أو إعادتهن إلى السويداء دون معرفة الهيئة وقيادات الأمن العام.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله مما فعل المجرمون والجاهلون بنا.
اذا صدقت هذه الصحفية فيما تقول فنحن أمام فتنة كارثية سوف تأكل الأخضر واليابس والعياذ بالله ، أمر يحير فعلا . تقول أن الحوارنة براءة من الدماء التي سفكت على أيدي حثالة ومرتزقة الشرع ، وتقول أيضا أن اهل درعا لم ينسوا
وقفة أهل السويدا معهم ابان الحكم الأسدي ولا يمكن أن يبادلوا المعروف بقلته . اذا من ياترى خلف هذه الأعمال البربرية بحق أهل السويدا ؟ اذا كانت هيئة تحرير الشام هي المجرمة الفاعلة فهذا يؤكد ضلوع قوى دولية خارجية فيما حصل وليس من الغريب أن يكون ذلك حقيقة لا ويب حولها لأنه من البديهي أن نعتقد ذلك لعلمنا علم اليقين أن مسألة احتلال سوريا من قبل هيئة تحوير الشام بقيادة أحمد الشرع بدون أي مقاومة تذكر كانت مسألة مثيرة للشك وتحمل بين طياتها أمورا مخفية لم يفهمها الكثيرون . ومن جهة أخرى جميعنا نعلم أن القوى المهيمنة التي هزمت المحور الايراني تريد اكمال مهمتها بالقضاء على من تبقى ولا يستبعد أن تقوم هذه القوى بالهيمنة على مناطق عديدة تتعدى حدود سوريا ليتسنى لها الهيمنة على المنطقة بأسرها .
اسرائيل كيان الاحتلال وراء كل ما حاصل وحصل وسيحصل
اسألني انا