هجوم انتحاري على فندق في طرابلس

نفذ تنظيم «داعش» أمس، اعتداء دموياً على أحد أفخر الفنادق في العاصمة الليبية طرابلس، الذي يرتاده أجانب ومسؤولون محليون، بدأ بتفجير سيارة مفخخة أمام المبنى واقتحامه واحتجاز رهائن داخله. وانتهى الاعتداء بتفجير الانتحاريين الأربعة أحزمة ناسفة ارتدوها، ما أسفر عن مقتل خمسة رهائن من جنسيات مختلفة، من بينهم أميركي واحد على الأقل، ومجموعة استشاريين كانوا في الفندق مع عمر الحاسي رئيس حكومة الأمر الواقع في طرابلس.

إعلان

إعلان

إعلان

وقوبل الاعتداء بذهول وسط سكان طرابلس، كونه الأول من نوعه للتنظيم الإرهابي في المدينة التي يسيطر عليها تحالف مسلحين إسلاميين معتدلين ومتشددين. وأبلغت مصادر أمنية في طرابلس «الحياة» أن عملية اقتحام الفندق كانت تستهدف على ما يبدو خطف رهائن، لكن محاصرة قوات الأمن المهاجمين دفعتهم إلى تفجير أحزمتهم الناسفة، تحسباً لإحباط عمليتهم وإلقاء القبض عليهم.

ونشرت على مواقع إلكترونية صور بعض المهاجمين التقطتها كاميرات مراقبة داخل الفندق، وبدوا فيها غير ملتحين لكنهم ارتدوا أثواباً طويلة على الطريقة الأفغانية. وتردد أن إرهابياً من مالي كان برفقة المهاجمين الليبيين.

وأعلن المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت) أن عناصر «داعش» تبنوا الهجوم على فندق «كورينثيا» الفخم في طرابلس، من خلال صور للاعتداء حملت شعار «ولاية طرابلس التابعة للدولة الإسلامية» تم تداولها على «تويتر». وأرفقت الصور بعبارة «غزوة الشيخ أبو أنس الليبي تقبله الله»، في إشارة إلى الإسلامي المتشدد نزيه الرقيعي الذي توفي في مستشفى في نيويورك أوائل الشهر الجاري نتيجة إصابته بمرض السرطان.

وأعيدت رفات «أبو أنس» قبل أيام إلى طرابلس حيث كانت قوات خاصة أميركية ألقت القبض عليه في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2013، ونقلته إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهمة التورط بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998.

وأبلغ «الحياة» عصام النعاس الناطق باسم «الغرفة الأمنية» في طرابلس، أن عمر الحاسي رئيس الحكومة التي شكلها الإسلاميون (غير معترف بها دولياً)، «كان في الفندق لدى وقوع الهجوم مجتمعاً مع عدد من الاستشاريين الأميركيين». وأضاف النعاس أن الحاسي «أخرج من الفندق سالماً قبل تأزم الوضع». لكن الناطق لم يتمكن من تحديد مصير الأميركيين ولا عددهم، فيما قال لـ «الحياة» مصدر أمني آخر فضل عدم نشر اسمه، إن من بين الرهائن القتلى أميركياً واحداً على الأقل، يعمل استشارياً في مجال الطاقة الكهربائية.

وأفاد شهود بأن المسلحين بدأوا الهجوم بتفجير سيارة مفخخة أمام الفندق ثم اقتحموه مطلقين النار على الحراس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة رجال أمن على الأقل. وعمد المسلحون بعد ذلك الى اقتياد رهائن إلى الطابق الـ21 من المبنى.

وأفادت مصادر بأن المسلحين طلبوا ممراً آمناً مع رهائنهم، لكن قوات الأمن التابعة لتحالف «فجر ليبيا» الإسلامي المسيطر على طرابلس، رفضت الطلب وباشرت عملية لتحرير الرهائن، ما أدى إلى تفجير الإرهابيين أحزمتهم بعد تبادل لإطلاق النار.

ولم تتوافر معلومات فوراً عن جنسيات الرهائن القتلى، في حين أفيد بأن عاملتين فيليبينيتين في الفندق أصيبتا بجروح. وتردد في البداية أن الحراس ألقوا القبض على أحد الإرهابيين، لكن الأمر لم يتأكد.

ونقلت تقارير عن محمود حمزة مدير «قوة الردع الخاصة» في طرابلس، أن من بين القتلى الأجانب امرأتين، لكنه لم يذكر جنسيتيهما.

ويستضيف الفندق عدداً من المسؤولين في حكومة الحاسي والمؤتمر الوطني (المنتهية ولايته) الذي يرفض تسليم السلطة الاشتراعية إلى مجلس النواب المنتخب الذي يعقد جلساته في طبرق (شرق). وشكل الهجوم ضربة جديدة لتحالف الإسلاميين المسيطرين على غرب ليبيا، والذي يضم تنظيمات متطرفة، من بينها «أنصار الشريعة» الموالي لـ «داعش».

وتزامن هذا التطور مع انعقاد جلسات الحوار الليبي في جنيف لمحاولة وقف القتال وتشكيل حكومة موحدة. وفي أول رد فعل غربي على الاعتداء أمس، دان الاتحاد الأوروبي الهجوم على فندق «كورينثيا» ووصفه بأنه «عمل إرهابي مستنكر».

+ -
.