حالياً، هناك 1 من بين 3 أطفال ومراهقين في الولايات المتحدة يعانون من زيادة في الوزن أو ما يعرف بـ”السمنة”. وهناك 10٪ من الأطفال يعانون من السمنة المفرطة قبل سن الـ 24 شهراً. هذا ما أفادت به دراسة أجراها باحثون في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا، في الولايات المتحدة، ونشر مضمونها في مجلة JAMA Pediatrics في 29 أيلول 2014.
شملت الدراسة العوامل التي تؤثر في الطفل وتؤدي إلى السمنة في مرحلة الطفولة المبكرة، منها مؤشر وزن الأمهات قبل الحمل، الغذاء، النشاط البدني، فترة النوم، وتوقيت مشاهدة التلفاز. وإلى جانب ذلك، قرر الباحثون دراسة تأثير الميكروبات المقيمة في الأمعاء على السمنة في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث إنَّ أنواعاً عدة من الميكروبات تستعمر الأمعاء منذ لحظة الولادة.
لذلك، قرر الباحثون في مستشفى الأطفال إجراء الدراسة لمعرفة مدى تأثير استخدام المضادات الحيوية على الأطفال، ومدى ارتباطها بالسمنة في مرحلة الطفولة المبكرة؟ لذا، بحث معدو الدراسة في السجلات الصحية الإلكترونية الموجودة على شبكة عيادات الرعاية الأولية، خلال الفترة الممتدة بين 2001 لغاية 2013. وشمل التحليل 64.580 طفلاً كانوا يقومون بزيارات سنوية لعيادات أطبائهم في عمر يراوح بين 0-23 شهراً، فضلاً زيارة واحدة أو أكثر في سن الـ 24 إلى 58 شهراً. وتابعت الدراسة الأطفال حتى سن الـ5 سنوات. ووجدت أنَّ 69٪ من الأطفال قد تلقوا مضادات حيوية قبل سن الـ 24 شهراً، بمعدل 2.3 من المضادات الحيوية للطفل الواحد. ما دفعهم إلى استنتاج ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال الذين تعرضوا للمضادات الحيوية، خصوصاً أؤلئك الذين وُصف لهم تناول المضادات الحيوية بمعدَّل أربع مرات منفصلة أو أكثر.
ونشر الباحثون في التقرير معدلات انتشار زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال بحسب فئاتهم العمرية:
– في عمر الـ 2: كان 10٪ من الأطفال يعانون من السمنة المفرطة و23٪ كانوا يعانون زيادة في الوزن.
– في عمر الـ3 سنوات: كان 14٪ من الأطفال يعانون من السمنة المفرطة، و30٪ يعانون من زيادة في الوزن.
– في عمر 4 سنوات: كان 15٪ من الأطفال يعانون من السمنة المفرطة، و33٪ كانوا يعانون من زيادة في الوزن.
ومع ذلك، قال الباحثون أنْ لا ارتباط بين البدانة وتناول بعض المضادات الحيوية التي توصف لقتل نوع معيَّن من البكتيريا، بل إنَّ خطر السمنة مرتبط بالمضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج مجموعة واسعة من البكتيريا.