
لفت انتباهي فيديو توعوي، نشرته على صفحتها على الإنستغرام ملاك خاطر – المعالجة الوظيفية والأخصائية في تطوّر الطفل – حول الدور الحقيقي لدور الحضانة في تطوير المهارات الاجتماعية عند الأطفال. في الفيديو، الذي حمل عنوان “هل الحضانة تطوّر الطفل اجتماعيًا؟”، وهو الأمر الذي كنت أعتقده شخصياً، قدمت ملك إجابة مخالفة نوعاً ما، في إجابتها على هذا السؤال الذي يُطرح عليها كثيرًا.
تقول ملاك إنّ الاعتقاد بأن الحضانة تجعل الطفل “اجتماعيًا” بحدّ ذاتها ليس دقيقًا، إذ أنّ أساس التطور الاجتماعي لا يبدأ في الحضانة بل في البيت. فالعلاقة الأولى للطفل – علاقته مع والدته ووالده – هي التي تشكّل نافذته الأولى نحو العالم. ومن خلال شعوره بالأمان والثبات ووجود أهل داعمين حوله، يبدأ الطفل تدريجيًا بتوسيع دائرة تواصله مع الآخرين، وهي النقطة التي يبدأ فيها التطور الاجتماعي الحقيقي.
وتوضح ملاك أنّ وجود الطفل في الحضانة يساهم في أمور أخرى مهمة، مثل التأقلم مع مواقف جديدة، تنظيم اليوم، اللعب، والانخراط في روتين جماعي، لكن ذلك لا يبني الأساس الاجتماعي بحد ذاته. فالتواصل، كما تقول، لا يُخلق من خلال الزحمة، بل من خلال جودة العلاقة والشعور بالأمان.
وفي الوقت نفسه، أكدت ملاك تقديرها الكبير لدور الحضانة وللعاملات فيها، مشيرة إلى أنّ العديد من الأهالي تلزمهم طبيعة عملهم أو ظروفهم النفسية أو المادية بالاعتماد على الحضانة، وهذا خيار “مقدّر وليس خطأ”. فالحضانة، بحسب قولها، تساعد وتكمّل وتكشف وتضيف، لكنها لا يمكن أن تكون بديلًا عن الدور الأسري.
وختمت ملاك دعوتها للأهالي بالتفكير في العلاقة داخل البيت باعتبارها الأساس الأول، ومشاركة هذه المعلومات مع من قد يحتاجون إليها، لما تحمله من أهمية في بناء تواصل صحي وسليم لدى الأطفال.






























