دخلت الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية إلى مضايا في ريف دمشق.
وتتعرض المدينة وسكانها لحصار من القوات الحكومية منذ ستة شهور.
وقالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير موثوقة عن أن الناس يموتون بسبب الجوع.
ونقل مراسلنا عن مصادر مطلعة قولها إن هذا تم بالتزامن مع دخول 3 شاحنات إلى قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب التي تتعرض بدورها للحصار من قبل مسلحي المعارضة، ويعاني سكانها من ظروف غاية في الصعوبة، حيث يتعرض 20 ألف شخص للحصار منذ شهر مارس/آذار.
وقالت مراسلتنا في بيروت إن 20 شاحنة قد دخلت إلى مضايا، وإن منظمات الإغاثة ستقوم بتوزيع المواد الغذائية خلال الليل.
وأضافت أن التأخير كان بسبب الحاجة للتنسيق مع الشاحنات التي دخلت الفوعة وكفريا.
وتحمل الشاحنات كمية من المواد الغذائية تكفي 40 ألف شخص لمدة شهر.
وغادرت 60 شاحنة العاصمة دمشق متوجهة إلى مضايا والفوعا وكفريا بتنظيم من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري وبرنامج الغذاء العالمي.
وتتضمن الأغذية الرز والزيوت النباتية والدقيق والسكر والملح بالإضافة إلى الماء وأغذية الأطفال والأغطية الصوفية والأدوية والأجهزة الطبية.
وعرضت محطة “المنار” التابعة لحزب الله مشاهد لمجموعات من الناس بينهم نساء وأطفال ينتظرون وصول الشاحنات.
وكانت أنباء سابقة أفادت بوصول وفد مشترك من الصليب الأحمر والأمم المتحدة إلى بلدة مضايا.
وعقد الوفد اجتماعات مع مجموعتين من المسلحين والسكان في المدينة، لبحث إتاحة السبل أمام قافلة المساعدات الإنسانية لدخول المدينة.
ولكن تقارير كانت قد أفادت في وقت سابق بأن المسلحين أعاقوا وصول قافلة المساعدات إلى كفريا والفوعة.
ويأتي هذا في الوقت الذي طالب وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، سوريا وروسيا بوقف ما وصفه بالعمليات العسكرية ضد المدنيين، ووضع “نهاية لمعاناة المحاصرين في مضايا، قبل أسبوعين فقط من بدء محادثات السلام”.
ويعيش نحو 40 ألف شخص في مضايا، القريبة من الحدود اللبنانية، والتي تشير تقارير إلى أن سكانها يأكلون حيوانات أليفة وأعشابا من أجل البقاء على قيد الحياة.
في غضون هذا، وصف برايس دي لا فيغن من منظمة أطباء بلا حدود الوضع في البلدة بأنه “مرعب جدا”.
وقال دي لا فيغن لبي بي سي أن أكثر من 250 شخصا في مضايا يعانون “سوء تغذية حاد”، مضيفا أن “عشرة منهم يحتاجون إجلاءا طبيا فوريا” وإلا ماتوا.
وتتواصل منظمة أطباء بلا حدود مع أطباء داخل البلدة المحاصرة.
وشهد النزاع في سوريا فرض الحصار على عدة مناطق، لكن محنة مضايا حظيت باهتمام دولي، وهو ما يرجع في جانب منه إلى صور واردة من البلدة لسكان يعانون سوء تغية حادا.
ويعيش ما يصل إلى 4.5 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها في سوريا، بينهم نحو 400 ألف في 15 موقعا محاصرا لا يستطيعون الحصول على إغاثات ضرورية لإنقاذ الأرواح.
ومنذ يوليو/ تموز، تخضع مضايا لحصار قوات الحكومة وأنصارها في جماعة حزب الله اللبنانية.
وتشير تقارير كذلك إلى أن الوضع في كفريا والفوعة، الخاضعتين لحصار مسلحي المعارضة، يزداد سوءا، إذ يبلغ عدد العالقين نحو 30 ألفا.