سنة بعد سنة، يتراجع الزخم المحيط بالحدث السنوي لإطلاق آخر منتجات عملاق التكنولوجيا «آبل»، بعدما فقدت الشركة القدرة على الإبهار وأخلت الابتكارات الكبرى التي توالت خلال سنوات مؤسسها الراحل ستيف جوبز، مكانها لتعديلات قياسية طفيفة على منتجاتها المعتادة.
لم يحد حدث «آبل» السنوي هذا الخريف كثيراً عن هذا النمط المتوقع: نسختان جديدتان من هواتف «آي فون» حملت الرمزين «6 اس» و «6 اس بلس» وجاءتا بمعالجات أسرع وكاميرا أعلى جودة (12 ميغا بيكسل بدل 8 ميغا بيكسل في «آي فون 6»)، وطراز جديد من ألواح «آي باد» باسم «برو» بشاشة أكبر (12.9 بوصة).
بدا حدث «آبل» الذي استضافته سان فرانسيسكو أول من أمس، خطوة أخرى على منحدر فقر الابتكار لم يخفف من تسارعها سوى تطوير ثانوي لتقنية «اللمس ثلاثي الأبعاد» التي سبق أن قدمتها الشركة في ساعتها الذكية باسم آخر هو «فورس تاتش».
وتعتمد التقنية الجديدة – القديمة على التمييز بين مستويين لقوة لمس المستخدم للشاشة لتحديد الوظيفة التي يريد تفعيلها. فعلى سبيل المثال، تتكفل لمسة خفيفة بعرض مسبق لتطبيق ما من دون تشغيله، فيما تؤدي لمسة أكثر قوة إلى تشغيل التطبيق.
وبخلاف «اللمس الثلاثي الأبعاد»، اقتصرت الإضافة إلى ساعة «آبل» الذكية على طرح نسخة من تصميم «هيرميس» الفرنسية ستتوافر في الأسواق الشهر المقبل بسعر يتجاوز الألف دولار. أما جهاز التلفزيون «آبل تي في»، فأدمج خدمة التطبيقات ومساعد «آبل» الشهير «سيري».
غير أن المنتج «الجديد» الذي كان الأكثر تعبيراً عن أزمة الشركة، تمثل في طرح قلم للاستخدام مع الأجهزة الذكية باسم «آبل بنسل»، وهو الاقتراح الذي كان جوبز قلل منه قبل ثماني سنوات حين قال إن «أحداً لا يحتاجه». لكن يبدو أن «آبل» وجدت نفسها في حاجة إلى التقليب في دفاترها القديمة وإعادة تدوير قلم أجهزة «أندرويد» الشهير، علّه يخفف من قسوة خريف ابتكاراتها.
نجح الحدث السنوي في رفع قيمة أسهم «آبل» بنحو 2 في المئة أمس، استناداً إلى توقعات المبيعات في أسواق كبيرة مثل الصين وغيرها. لكنه لن ينجح في وقف تحولها من معمل للابتكارات الملهمة إلى شركة عادية أخرى لا تبهر أحداً.