أبقوا السلاح بعيداً عن أبنائنا. “لا لعسكرة التعليم في الجولان”: بيان الهيئة العامّة للجان أولياء الأمور في عموم مدارس مجدل شمس.

أبقوا السلاح بعيداً عن أبنائنا
“لا لعسكرة التعليم في الجولان”
بيان الهيئة العامّة للجان أولياء الأمور في عموم مدارس مجدل شمس.

الأخوات والأخوان أولياء الأمور، أهلنا الأعزاء،
تزداد، في السنوات الأخيرة، وتيرة البرامج والمشاريع الموجّهة لمدارس الجولان، تحت مسمى “البرامج اللامنهجيّة”، والتي تستهدف الوعي والمساس بصُلب القيم المؤسِّسة للعمليّة التربويّة.
مناسبة هذا الكلام ما يتداوله الجولانيّون، هذه الأيام، حول مشروع “أسبوع الأخوّة” المزمع إقامته نهاية الشهر الجاري، وكان الإعلان عنه قد نّشر في موقع “واينت”، نورد المقطع ذي الصلة، والذي جاء في نهايته:
” … بعد مبادرات مشتركة في مجاليّ التعليم ودعم المجتمع، سيُقام “أسبوع الأخوّة” نهاية الشهر، حيث سيُنظِّم الجيش الإسرائيليّ والفرقة 210 عرضاً لأسلحة مماثلة لتلك التي نُظِّمَت في القواعد (العسكريّة) المفتوحة في يوم الاستقلال… سيتمّ عرض دبابات ومركبات تابعة للجيش الإسرائيليّ، إلى جانب أسلحة، للسكّان الدروز في سهل اليعفوري، بين قريتيّ مسعدة ومجدل شمس، من أجل دعوة السكّان الدروز بشكل خاصّ، وسكّان الهضبة بشكل عامّ، للانكشاف على العمل العسكريّ وتعميق العلاقات بين الجيش والسكّان…”
أعقب ذلك نشر إعلانات لرحلة مدرسيّة إلى “المعرض” المزعوم، لمدارس في بقعاثا. أما في مجدل شمس فلم تصدر أيّة دعوة، من جهة المدارس والإدارت بهذا الخصوص.
وإذا كان المجتمع الأهليّ في الجولان قد قال كلمته في هذا الموضع، فإنّ لِلِجان أولياء الأمور كلمتها التي يجب أن تُقال، لا سيما ما يتعلّق مباشرة بالموضوع التربوي والتعليمي، ومسؤولياتنا في هذا المجال. ما يعنينا هنا، كهيئة عامّة لِلِجان أولياء الأمور في عموم مدارس مجدل شمس، أن نعيد التأكيد على النقاط التالية:

  1. هذا المشروع المقيت، يقولها صراحةً، أنّه بعد “مبادرات مشتركة في مجاليّ التعليم ودعم المجتمع”.. سيقام هذا المعرض. أي أنّ التأسيس وإعداد الأرضيّة له كان قد بدأ منذ سنوات في حقل التعليم ومن خلال المدارس، والآن نضجت الظروف كي يخرج للمجال العامّ وكأنّه أصبح أمراً واقعاً وحقيقة راسخة. الأمر الذي دأبت لجان أولياء الأمور على التحذير منه ورفض المصادقة عليه، على مدار السنوات الماضية، وضمّنته في ميثاق عملها، وعبر بياناتها التي شرحت فيها مطوّلاً، خطورة البرامج الأيديولوجيّة، كحركات الشبيبة التابعة للكشّاف الدرزيّ و”الشبيبة العاملة والمتعلّمة” و”الماداتسيم” و”ميلا” و”تسيلا” و”على طريق الجولان” وبرامج الخدمة المدنيّة، والمنح التعليميّة التي تشترط “الجنسيّة الإسرائيليّة” وكان آخرها منذ أيّام قليلة، عبر مؤسسة “سفراء روتشليد”، عدا عن تقليعة “سفراء السلام”.
  2. الجديد في المشروع الحاليّ، هو مقدار الوضوح والوقاحة المفرطة في السعي إلى عسكرة التعليم في الجولان. ففي حين أنّ كلّ العالم المستنير يسعى إلى تطوير وترسيخ قيم الحداثة والعلمانيّة والحريّات العامّة والقيم الأخلاقيّة النبيلة وتعزيز الإبداع والتفكير النقديّ، نجد أنّ مدارس الجولان مستهدفة بالتخريب الممنهج للقيم الإنسانيّة الرفيعة، وبالتشويه المتعمَّد لهويّته الثقافيّة.
  3. يجب أن نعترف بالواقع كما هو. وندرك جيداً أنّه ما من بدائل لدينا في موضوع تعليم بناتنا وأبنائنا، لذلك نحاول قدر الإمكان، مواكبة العمليّة التعليميّة، ودعمها حيثما أمكن، والوقوف خلف معلماتنا ومعلمينا، في محاولة للحدّ من، أو لتقليل الأضرار البنيويّة التي تطال تربية أبنائنا وتكوينهم النفسيّ والذهنيّ والمعرفيّ. ولكن عدم توفر البدائل لا يعني، أبداً، أن نقبل بأن يُساق أبناؤنا، وأن نُساق خلفهم، كالنعاج إلى مذبح “التربية العسكريّة” الذي أعدّوه لنا.
  4. السمة الملازمة لكل برامج التخريب القيميّ الممنهج، والموجّهة إلى مدارس الجولان، هو التلطّي خلف عباءة “الطائفة”. لقد أصبحت “الهويّة الطائفيّة” حصان طروادة الذي يُخفي في أحشائه أدوات تشويه الهويّة الثقافيّة للجولانيين وتعزيز الميول الطائفيّة الانعزاليّة في أوساطهم. هذا التلازم يؤدّي تخريباً مزدوجاً؛ من جهة أولى لقيم تربويّة أساسية، كالتسامح والتعاطف ونبذ العنف والعنصريّة والظلم ومناصرة الحقّ والعدالة، ومن جهته الثانية للقيم التوحيديّة النبيلة، التي لطاما كانت جزءاً أصيلاً من هويّتنا الثقافيّة ومن تلوينات الثقافة العربيّة الإسلاميّة في عموم بلاد الشام.
  5. على مدى السنوات الأخيرة، كُنّا نجهد في تقديم الأدلّة والقرائن، في محاولة الردّ على السؤال التالي: ما العلاقة بين تنظيف الشوارع وزرع الورود وتوزيع العيديّة على كبار السنّ، وبين الخدمة المدنيّة أو العسكريّة؟ كيف يؤدي هذا الى ذاك؟ وحاول البعض، من جهة السلطة، أن يُلصق بلجان أولياء الأمور شبهة تسييس التعليم.
    اليوم، وبعد أن جاء الجواب من جهة “السلطات العسكريّة” وعلى لسانها، وبتدخّل مباشر منها، لم يعد بالإمكان التذاكي أو التساذج عند الحديث عن مضامين البرامج اللامنهجيّة والأهداف التدميريّة لهذه البرامج ومن يقف وراءها.
  6. لجان أولياء الأمور ستواصل مواكبة العمليّة التعليميّة، وستقف على الدوام خلف معلمات ومعلمي مدارسنا، ولن تساير أحداً في سياق الدفاع عن أبنائنا ومستقبلهم. وقد يفيد، هنا، التذكير بميثاق عمل لجان أولياء الأمور، في بنده السادس الذي جاء فيه:
    “.. تصرّ الهيئة العامّة على أن تكون المدارس “مناطق منزوعة السياسة” ولا تقبل، بتاتاً، كلّ وأيّ برامج محمّلة على منصّات أيديولوجيّة وأجندات سياسيّة أو طائفيّة، لا سيما ما يهدف منها إلى إدخال معايير الخدمة المدنيّة في مفاصل العمليّة التربويّة، وتالياً إلى هندسة وعي وهويّة جديدين، بمعزل عن الإجماعات العموميّة لأهالي الجولان.

حفظ الله بنات وأبناء الجولان من كلّ مكروه.
الهيئة العامة للجان أولياء الأمور في عموم مدارس مجدل شمس.
17.04.2021

https://www.ynet.co.il/news/article/SkT4jI2Sd?fbclid=IwAR2nj9jFujqyA9i7xKm_Aupyd7Ds8VSVtjJr199XF-fpeRjBf429U5mAWHo

تعليقات

  1. يا اخوان وقفت على عرض لادوات عسكرية وجنود اسرائيليين .. شو هل وضع الي وصلنالو .. اطفال المدارس هذول الي عبتحكو عنهن بعد عشرين سني كلن بكونو مجنسين وزعلانين على عرض عسكري . شر البلية ما يضحك

  2. بارك الله في الخطوات الوطنيه والحفاظ على الهوية

التعليقات مغلقة.

+ -
.