أرمادا» روسية – غربية قبالة سورية

واصلت روسيا ارسال تعزيزاتها العسكرية الى سورية والبحر المتوسط قبالة الشواطئ السورية بالتزامن مع اعلان فرنسا انها سترسل حاملة الطائرات شارل ديغول الى المتوسط «تعويضاً» عن غياب الحاملات الأميركية في هذا البحر حيث تنتهي فيه اليوم اكبر مناورات اجراها «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) لثلاثة اسابيع في اضخم «ارمادا» روسية – غربية قبالة شواطئ سورية منذ انتهاء الحرب الباردة، في وقت لوّحت تركيا بعملية برية ضد «داعش» شمال سورية. وتعرضت القوات النظامية لنكستين بخسارتها بلدة استراتيجية في الوسط وتراجعها في ريف حلب بعد مرور شهر على التدخل العسكري الروسي.
وأعلنت موسكو انها عززت اسطولها الجوي في قاعدة اللاذقية بشبكة دفاع جوي تشتمل على انظمة صاروخية. وقال قائد سلاح الجو الروسي فيكتور بوندريف إن بلاده أرسلت هذه الأنظمة في وقت سابق لحماية قواتها ومنع وقوع اي هجوم جوي عليها، موضحاً ان موسكو «درست كل التهديدات المحتملة وأرسلنا ليس فقط الطائرات الهجومية وقاذفات القنابل وحوامات، بل أرسلنا أيضاً أنظمة صواريخ مضادة للطائرات لاستعمالها في حالات مثل اختطاف طائرة عسكرية من دول مجاورة لسورية ومحاولة شن ضربات جوية ضدنا».
وتزامن الحديث عن تعزيز الدفاعات الجوية مع توسيع الوجود العسكري لروسيا في المتوسط، اذ اعلنت البحرية وصول حاملة الطائرات «فيتسي أدميرال كولاكوف» وعلى متنها مروحيات من طراز «كا – 27». وحمل توقيت الإعلان عن التعزيزات العسكرية بعد كارثة تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء دلالات مهمة على رغم ان مسؤولين عسكريين قالوا ان الأمرين لا رابط بينهما.
وكانت موسكو اعلنت في وقت سابق ان مجموعة من سفنها الحربية ترابط في المتوسط في شكل دائم، بينها سفن امداد وحراسات وطرادات صاروخية وسفن تابعة لمشاة البحرية إضافة الى سفينة تجسس تدير عمليات الاتصال ومراقبة الرادارات التي تعتمد عليها القوات الجوية في عملياتها في سورية. ورغم الوجود الدائم، ارسلت موسكو الشهر الماضي مجموعة من سفنها الضخمة في اطار تدريبات واسعة في المتوسط بينها فرقاطة سلاح المشاة «تيسزار كونيكوف» وحاملة الصواريخ «موسكو» وسفينة الحراسة «سميتلوفي»، اضافة الى البارجة الضاربة «ساراتوف»، علماً أن وزارة الدفاع الروسية لم تستبعد اخيراً ان يتم استخدام السفن الحربية في توجيه ضربات من البحر الى مواقع في سورية. وفي المتوسط ايضاً، الفرقاطة «الأميرال غورشكوف» المزودة بمدفعيات ثقيلة ضمن المجموعة التي اعلن عن ارسالها الشهر الماضي الى المنطقة في اطار «تدريبات واسعة».
وحذّر الأمين العام لـ «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ أمس من أخطار حشد القوى العسكرية الروسية في المنطقة الواقعة بين بحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط، ودعا الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة الى إيجاد السبل للرد على ذلك. وقال في مؤتمر صحافي خلال مناورات «ناتو» إن الروس كثفوا وجودهم العسكري في كالينينغراد والبحر الأسود وفي شرق المتوسط حيث يساعدون الرئيس بشار الأسد. وأوضح: «لا بد أن نكون متأكدين أن بإمكاننا التغلب على هذه القدرات، وأننا نستطيع ان نعزز، وأن نحرك وأن ننشر القوات»، في إشارة الى القوات الأميركية وقوات التحالف.
وتنتهي اليوم مناورات «ناتو» التي بدأت في 21 الشهر الماضي بمشاركة 36 ألف عنصر من 28 دولة عضواً وثماني دول حليفة، اضافة الى 160 طائرة و60 سفينة حربية، في المتوسط جنوب اوروبا من البرتغال الى ايطاليا.
في واشنطن، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ «الحياة» أن واشنطن «ليست لديها أي حاملات للطائرات في مياه الشرق الأوسط» بعد اضطرارها للقيام بإصلاحات على الحاملة «روزفلت» وتكثيف وجودها في البحار الآسيوية. ومن المقرر أن تنتهي الإصلاحات وإعادة تأهيل الحاملات في أول الشتاء حيث سيتم إعادة الحاملة هاري ترومان الى الخليج. وكانت ادارة الرئيس باراك اوباما ارسلت حاملات طائرات الى المتوسط للضغط على النظام السوري للتخلي عن الترسانة الكيماوية في خريف العام 2013.
وهذه هي المرة الأولى منذ ٢٠٠٧ التي لا يتواجد لواشنطن أي حاملة بحرية في الشرق الأوسط، وما فسره خبراء بإرسال فرنسا حاملتها تعويضاً للغياب الأميركي. وقال الأميرال في البحرية جون أكويلينو للكونغرس أخيراً إنه «سيكون هناك بعض الأوقات في السنة المقبلة مشابهة لما نراه اليوم» ولجهة عدم وجود حاملات طائرات أميركية في المنطقة. وتملك واشنطن عشر حاملات للطائرات، وهناك ضغوط لزيادة هذا الرقم بسبب التهديدات العسكرية المتزايدة في الشرق الأوسط وآسيا.
وفي باريس، اعلنت الرئاسة الفرنسية الخميس ان باريس سترسل الحاملة «شارل ديغو»ل للمشاركة في العمليات ضد «داعش» في سورية. وتنضم حاملة الطائرات الى ست طائرات رافال موجودة في الإمارات وست طائرات ميراج في الأردن.
وأعلن وزير الخارجية التركي فريدون سنيرلي اوغلو ان بلاده تدرس شن هجوم عسكري «في الأيام المقبلة» على تنظيم «داعش»، المشتبه به الأول في هجوم انقرة الدامي الشهر الماضي، والذي قتل خلاله حوالى مئة شخص.
وأعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان: «الأسلحة التي تقوم روسيا بنقلها إلى سورية، ومنها أنظمة دفاع جوي، ومنظومات تختص بالحرب البرية وعمل القوات الخاصة، تتناقض مع الزعم بأن تدخلها مرهون بالحرب على الإرهاب، ويشير إلى احتلال بعيد المدى، ومحاولة لتقسيم سورية وإنشاء مناطق نفوذ لها، ويتنافى تماماً مع تعهدها في جنيف وفيينا بالحفاظ على وحدة الدولة السورية واحترام سيادتها».
ميدانياً، بعد نحو شهر على عمليات عسكرية مدعومة جواً من روسيا هدفها استعادة كامل طريق دمشق – حلب الدولية، خسرت قوات النظام الخميس بلدة مورك الإستراتيجية التي تقع على هذه الطريق، لدى سيطرة فصائل اسلامية على هذه البلدة الواقعة على الطريق الدولية بين محافظة حلب شمالاً وحماة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وأضاف ان فصائل اسلامية بينها «جبهة النصرة» تقدمت قرب منطقة الوضيحي في ريف حلب الجنوبي.

+ -
.