مع اقتراب شهر رمضان تشهد الفضائيات المصرية تراجعاً ملحوظاً في عدد البرامج التلفزيونية والمسلسلات الجديدة بسبب عوامل كثيرة أهمها الكساد الإعلاني ورفض نجوم الفن والمذيعين تخفيض أجورهم رغم إدراكهم حجم التحديات التي تواجه الشاشات.
الفنان سامح حسين الذي يستعد لتقديم برنامج «مصر زمانها جايه»، قال: «ظهور الفنان أو المذيع في برنامج هابط شكلاً ومضموناً أمر سلبي ولا بد من أن تدرك الفضائيات أن البرامج التلفزيونية تؤثر كثيراً في عقلية المشاهد والبحث عن المكسب أمر مشروع بالنسبة لها ولكن لا بد ألا يأتي هذا على حساب مضمون البرامج التي تحتاج لإعادة تقويم».
وأكد سامح أنه يستعد لتقديم فكرة تلفزيونية جديدة في رمضان مدتها خمس دقائق وهو البطل في كل الحلقات وينتجها على نفقته الخاصة لرغبـته الشديدة في أن يكون موجوداً على الشاشة خلال الشهر الفضيل بغض النظر عن حسابات المكسب والخسارة، فهو، كما قال، عاشق للفن ويمكن أن يتنازل عن المكسب المادي في سبـيل إسعاد جمهوره وتقديم فن راق يتناسب مع ثقافتنا الشرقية.
أما الفنانة سمية الخشاب التي تغيب عن شاشة رمضان المقبل (في الدراما والبرامج)، فأوضحت انها تبحث عن الكيف لا عن الكم، ولذلك رفضت عدداً من البرامج والمسلسلات التي وجدت أنها لن تقدمها بالشكل المناسب وبالتالي قررت الغياب هذا العام عن الشاشة التلفزيونية إلا إذا وجدت عملاً يناسب طموحها الفني.
وأشار الفنان سمير غانم الى «أن الفضائيات المصرية تواجه منافسة حقيقية مع الفضائيات العربية التي تحرص دائماً على تطوير الشاشة والاستعانة بكوادر أجنبية محترفة وتعرض برامج «فورمات» مميزة، منقولة من برامج عالمية. واعتبر ان ضيوف برامج الفضائيات المصرية، سواء في السياسة أو المنوعات، أصبح حديثهم معروفاً، وبالتالي فلا بد من اختيار برامج تختلف شكلاً ومضموناً عن نوعية البرامج الحالية حتى تتمكن من المنافسة واستغلال ميزة عشق الجمهور العربي للبرامج والدراما المصرية».
الفنان الشاب عمرو رمزي الذي كانت له تجربة ناجحة في برامج رمضان من خلال «حيلهم بينهم»، عزا إقبال المشاهد على برامج المقالب في رمضان لاعتمادها على عنصر المفاجأة. وأضاف: «المشاهد يجد فيها تجديداً بخاصة إذا كانت فكرتها جيدة، وهو يبحث أيضاً عن المسلسلات الكوميدية، لكنّ جهات الإنتاج تتجاهلها على رغم أنها الأكثر قدرة على جذب المشاهد الباحث عن الإبتسامة في ظل محاصرة السياسة له في كل مكان».
وقالت الفنانة دينا فؤاد أنها أجّلت مشروع تقديمها لبرنامج تلفزيوني في رمضان المقبل بسبب رغبتها في تقديم برنامج قوي وموازنة كبيرة، إذ تعي جيداً ضرورة التجويد في المحتوى من أجل نيل ثقة المشاهد. واعتبرت ان تراجع عدد برامج الفضائيات المصرية في رمضان أمر طبيعي بسبب تراجع نسب الإعلانات، وأضافت: «مع إستقرار البلاد سيكون هناك تغيير كبير في كم وشكل البرامج المنتجة فالمخاطرة مرفوضة».
وأكد المخرج محمد بلال أن الشاشة الرمضانية تحتاج الى عدد كبير من البرامج لتعويض نقص الإنتاج الدرامي، و«بالتالي لا بد من إيجاد طريقة لإنتاج عدد كاف من البرامج بموازنات مناسبة وتغيير فكر نجوم الفن لناحية الحصول على مبالغ كبيرة في البرامج التي يتقاضونها لأنهم لا بد أن يتعايشوا مع الظروف التي تعيشها مصر ويدعموا الفن والإعلام في شكل أفضل ويقدموا أعمالاً إيجابية للجمهور الذي كان السبب في ما وصلوا إليه من شهرة ومال».
وتوقع بلال أن تشهد الفترة المقبلة تغييرا كاملاً في شكل ومحتوى البرامج التلفزيونية سواء التوك شو أو المنوعات لأن «ليس منطقياً أن تنفق الفضائيات الملايين في برامج لا تحقق مردوداً مادياً».
الفنانة الأردنية ميس حمدان التي شاركت شقيقتيها مي ودانا في برنامج Sisters Soup، رأت أن تراجع نسب مشاهدة برامج التوك شو السياسية سيكون سبباً في إقبال المشاهد على متابعة برامج المنوعات.
وطالبت ميس بالتدقيق في إختيار أفكــــار هذه البرامج حتى لا يجد المشاهد نفسه مضطراً لمقاطعة هذه البرامج، مؤكدة أنه ليس منطقياً أن يتواصل مع أعمال تفتقد الى مضمون قوي.
وعن قلة المسلسلات المنتجة خلال الفترة الحالية قالت الفنانة ميرنا المهندس أن شركات الإنتاج ترفض المخاطرة في ظل الأحداث السياسية المتوترة وتراجع نسب الإعلانات وكذلك انقطاع الكهرباء المتكرر، «لكن لا بد من دعم الدراما المصرية بشتى الطرق لتتواصل مع الجمهور العربي الذي يحبها كثيراً».
وأوضحت أنها تلقّت أكثر من عرض لتقديم برنامج في رمضان، ولكن «وجدت أن الأفكار المطروحه لا جديد فيها والموازانة ضعيفة وستؤثر سلباً على المحتوى، لذلك فضلت التأني وانتظار برنامج قوي».