“أضواء الشمال”.. فيلم جديد لتيمور الولي يصور في القطب الشمالي

مرة أخرى نعود للمواهب الجولانية التي ضاقت بها قرانا، فخرجت إلى العالم الواسع، مسرحاً لأحلامها تفجر عليه طاقاتها الرائعة، وهذه المرة نعود مع تيمور الولي، هذا الشاب الجولاني، ابن مجدل شمس، الذي حمله حلمه إلى القطب الشمالي، ليس أقل من ذلك، ليصور فيلمه الجديد الذي يحمل اسم “أضواء الشمال”.

برزت موهبة تيمور الولي في التصوير والإخراج منذ طفولته، ففاز بجائزة أفضل فيلم من شركة “ريد بول” عندما كان في السابعة عشرة من عمره، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عدسته عن التصوير، ولم يتوقف خياله عن إخراج الأفلام، التي لاقت اهتماماً كبيراً، وتناولتها وسائل الإعلام، كما حدث مع فيلميه القصيرين “انفلوينس” و”القلادة”.

تيمور لم يكتفي بالموهبة وحدها، فهو يدرس الإخراج السينمائي في إحدى الجامعات الألمانية.

وعن فيلمه الجديد الذي بدأ تصويره هذا الأسبوع، يقول تيمور، في حديث هاتفي له مع موقع جولاني، وهو في أحد مواقع التصوير في أيسلندا:

“اسم الفيلم هو “Aurora”، أو بالعربية “أضواء الشمال”، وهي مزيج من الألوان الخلابة التي تتشكل على القطبين الشمالي والجنوبي، وتعرف أيضاً بالفجر القطبي أو الأضواء القطبية، وهي من أجمل الظواهر الطبيعية على الكرة الأرضية.

يحكي الفيلم قصة شاب من مجدل شمس يحلم بالسفر إلى القطب الشمالي لرؤية هذه الظاهرة. وخلال الرحلة الشاقة إلى هناك تعترضه الكثير من المتاعب والعقبات، فيعتمد على مخزونه من التجربة في حياته لتجاوزها وتحقيق حلمه، وهو ما ينجح به في النهاية. الفكرة الأساسية من الفيلم هي في أهمية التجربة في الحياة، والتركيز على مسار الرحلة الذي يشكل مسيرة الشخص في الحياة – إن الأحداث التي تتخلل هذه المسيرة هي في الحقيقة الحياة نفسها، وليس نقطة البداية أو النهاية”.

وعن تكاليف إنتاج الفيلم يوضح تيمور:

“تكاليف إنتاج الفيلم ستبلغ 300 ألف شيكل، وهذا مبلغ كبير لا أملكه. لكنني تمكنت من إبرام اتفاقيات مع عدد من الأشخاص والشركات، بتقديم خدمة مقابل خدمة، وذلك من خلال انتاج أفلام ترويجية لهم أو خدمات تصوير وإخراج أخرى. كذلك تلقيت دعماً قدره 15 ألف شيكل من رئيس المجلس المحلي في مجدل شمس، السيد دولان أبو صالح”.

وتحدث تيمور عن ظروف الطقس الصعبة التي يتم فيها تصوير الفيلم، في مناطق شاسعة ليس فيها طرقات، فيضطر الطاقم للسير على الأقدام مسافات طويلة، وفي بعض المواقع اضطر لاستخدام طائرة مروحية، تم استئجارها من إحدى الشركات التي تقدم مثل هذه الخدمات لشركات إنتاج الأفلام.

“البارحة قمنا بالتصوير بجوار حطام طائرة امريكية، سقطت في سنة 1973 لسبب مجهول، يعتقد أنه بسبب نقص الوقود أو تجمد محركات الطائرة في الجو، بسبب درجات الحرارة المنخفضة جدآ في المناخ القطبي. سقطت الطائرة على الشاطئ الأسود في منطقة معزولة ومتجمدة، وكان هذا أحد أصعب أيام التصوير حتى الآن، بسبب شدة الرياح في هذه المنطقة المعزولة، واضطررنا للسير على الأقدام حوالي ساعة للوصول إلى منطقة الحطام”.

ووفي رد على سؤال حول أخطر المشاهد التي صورها حتى الآن، يجيب تيمور:

“أصعب المشاهد وأكثرها مجازفة حتى الآن كان حين قمت بالمشي على كتل جليدية متحركة على سطح بحيرة، كانت تحربة متعبة، لكن ممتعة جدآ بنفس الوقت.

 

“الطقس شديد القسوة والثلج يتساقط بكثافة، بالاضافة إلى البرد الشديد، مما يجعل ظروف التصوير صعبة جداً. هذا ما يجب علينا توقعه من تصوير فيلم بالقطب الشمالي، ومع هذا سنحاول قدر المستطاع ونأمل للأفضل”.