رفضت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اقتراح وزارة الدفاع الروسية شن غارات مشتركة في سورية ضد مجموعات إرهابية بينها «جبهة النصرة»، في وقت ألقت طائرات التحالف الدولي منشورات على مدينة الرقة معقل «داعش»، حضت المدنيين على مغادرة المدينة وسط أنباء عن تحضيرات لبدء معركة لطرد التنظيم من المدينة الواقعة قرب حدود العراق.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفيس: «لا نتعاون ولا ننسق مع الروس» في شأن العمليات العسكرية في سورية، ذلك بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع في موسكو بثته قناة التلفزيون العامة: «نعرض على الولايات المتحدة أن تبدأ القوات الجوية الروسية وطيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة التخطيط وشن غارات جوية معاً اعتباراً من 25 أيار (مايو)» ضد مجموعات إرهابية بينها «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق أيضاً باستهداف المجموعات المسلحة غير الشرعية التي لا تدعم وقف إطلاق النار القائم في سورية منذ 27 شباط (فبراير)، إضافة إلى المجموعات المسلحة و «الشاحنات التي تنقل السلاح والذخائر وتعبر الحدود التركية السورية في شكل غير مشروع». ومن المتوقع مبدئياً، أن ترفض تركيا العضو في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) والمشارِكة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، شن غارات تستهدف منطقتها الحدودية. وأوضح شويغو أن روسيا تحتفظ من جهة أخرى «بحق شن ضربات في شكل أحادي اعتباراً من 25 أيار ضد مواقع التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة غير الشرعية التي لا تحترم وقف إطلاق النار».
وكان موضوع «جبهة النصرة» وفك الفصائل الإسلامية تحالفها مع هذا التنظيم المتطرف من جهة وضبط الحدود السورية- التركية من جهة ثانية موضوعين رئيسيين خلال المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا الثلثاء الماضي، الذي تبنى بياناً أميركياً- روسياً أنجز قبل ذلك ونص على العمل لاتفاق شامل لوقف النار ووجوب ابتعاد الفصائل المعارضة عن «داعش» و «النصرة» اللذين لا يشملهما وقف النار، ضمن خطوات لإنجاز حل سياسي في سورية.
وتزامن ذلك، مع إلقاء طائرات التحالف بقيادة أميركا منشورات على الرقة. وقال «أبو محمد»، أحد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت» أمس: «ليست المرة الأولى التي تلقي فيها طائرات التحالف مناشير فوق الرقة، ولكنها المرة الأولى التي تتوجه فيها إلى السكان وتطلب منهم المغادرة». وكانت المناشير الأخرى تتوجه إلى عناصر «داعش» بالقول: «اقترب موعدكم، واقتربت نهايتكم».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنها «المرة الأولى التي ينصح فيها السكان بمغادرة المدينة»، مرجحاً أن تكون «تلك المناشير مجرد جزء من الحرب الإعلامية ضد تنظيم داعش». لكنه تحدّث عن «معلومات متداولة منذ فترة عن تحضير الأكراد لحملة ضد تنظيم «داعش» في الرقة بدعم من التحالف الدولي».
وفي بيروت، أكد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله أن سقوط أي من قادة الحزب في سورية «لن يخرجنا» منها، «والدماء هناك ستدفعنا إلى حضور أكبر وأقوى في سورية، بيقين منا أن الآتي هو الانتصار فيها، ونحن باقون فيها وسيذهب قادة (من الحزب) إلى سورية أكثر من القادة الذين ذهبوا إليها في السابق». وردّ نصر الله في خطابه التأبيني للقيادي مصطفى بدر الدين الذي أعلن «حزب الله» عن سقوطه في سورية الجمعة في 13 الجاري، بغضب على التشكيك في اتهام الحزب «الجماعات التكفيرية» في سورية، وهاجم السياسيين والمعلقين الذين تحدثوا عن أن الحزب لا يجرؤ على اتهام إسرائيل لتجنب مواجهة معها، واعتبر أن «إسرائيل أنصفتنا». ووصف من شككوا برواية الحزب بـ «العصابات، والانحطاط الأخلاقي، وبأنهم أشد كفراً ونفاقاً»… لكنه عاد فتوعد إسرائيل بالرد «خارج مزارع شبعا» على استهدافها أياً من قادة الحزب.
وهاجم نصر الله المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي كانت علقت جلساتها في انتظار أن تحصل من السلطات اللبنانية على إثبات لوفاة بدر الدين الذي يحاكم أمامها بتهمة التورط باغتيال الرئيس رفيق الحريري، مؤكداً أن هذا «لا يستحق منا التعليق». وقال إن «الإنجاز الذي تحقق في الغوطة الشرقية جرى التخطيط له قبل أسابيع وشارك فيه بدر الدين.
وكان لافتاً أن نصر الله دعا في الحفل التأبيني مناصريه، بمن فيهم الجرحى، إلى التصويت بكثافة في الانتخابات البلدية في الجنوب غداً، داعياً إياهم إلى عدم إعطاء ذريعة لـ «المنافقين والدجالين والكذابين» الذين يحسبون انخفاض نسبة التصويت «تصويتاً على الخيارات السياسية»، وطالبهم بأن يوجهوا رسالة للعالم بألاّ يستغلوا الاطمئنان إلى أن لوائح تحالف «أمل» و «حزب الله» ستنجح.