أميركية وليتواني يتوليان مهمة النهوض بالاقتصاد الأوكراني المنهك

تسلّمت أميركية كانت موظفة في وزارة الخارجية الاميركية، وليتواني مسؤول في صندوق استثمار سويدي، حقيبتي المال والاقتصاد الاستراتيجيتين في الحكومة الأوكرانية الجديدة، للقيام بمهمة صعبة تقضي بإخــراج اقتصاد البلاد من أزمته.

فقد وافقت الأكثرية الساحقة من البرلمان الأوكراني وسط تصفيق النواب، على ترشيح الأميركية ناتالي جاريسكو والليتواني ايفاراس ابرومافيسيوس، لتولي هذين المنصبين، بعدما منحهما الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الجنسية الأوكرانية بمرسوم خاص قبل ساعات من تعيينهما.

وهذه المرة الاولى التي يتولى فيها أجانب مناصب وزارية في حكومة أوكرانية. وكان خبراء أجانب فقط حتى الآن يعملون مستشارين لدى بعض الوزراء في أوكرانيا.

وقال كبير المحللين لدى كونكورد كابيتال في كييف اولكسندر باراشيي: «هذه تجربة أولى لأوكرانيا. ومن الصعب القول هل سيغير ذلك شيئاً». وأضاف ان «هذين الوزيرين الأجنبيين يمكن ان يشكلا قوة محركة، لكن لا يمكن اي اصلاح ان يؤدي الى نتيجة من دون جهود منسقة على كل الجبهات».

وستقوم ناتالي جاريسكو وايفاراس ابرومافيسيوس في الواقع بمهمة صعبة تقضي بمحاولة انعاش اقتصاد اوكراني منهك، وحمل دافعي الأموال الدوليين الذين يعد تمويلهم ضرورياً لبقاء الحكومة، على الثقة بالسلطات الأوكرانية.

وقال الرئيس بوروشنكو ان جاريسكو «التي تعشق اوكرانيا»، تستطيع الاستفادة من خبرتها المالية الطويلة في اوكرانيا حيث تعمل منذ 23 سنة، للقيام بمهمتها الجديدة. وقد شاركت جاريسكو في تأسيس صندوق «اوريزون كابيتال» الذي ينشط في اوكرانيا ومولدافيا وبيلاروسيا وتولت منصب مديرته، وتقود أيضاً منذ العام 2011 صندوقاً اوكـــرانياً آخر هو «ويسترن نــيس انـــــتربرايز فاوند». وهذا الصندوق الذي شغلت فيه مناصب عدة منذ 1995، انشأه الكونغرس الأميركي وموّله عبر وكالته للتنمية الدولية (يو اس ايد).

وقبل ان تنضم الى هذين الصندوقين الاستثماريين، عملت جاريسكو في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن حيث شغلت مناصب عدة، ثم تولت رئاسة الدائرة الاقتصادية في السفارة الأميركية في اوكرانيا بين عامي 1992 و1995.

وقد يُقلق هذا التعيين موسكو التي تعتبر ان التظاهرات المؤيدة للغرب في ساحة الميدان التي ادت الى سقوط الحكم الموالي لروسيا برئاسة فيكتور يانوكوفيتش في شباط (فبراير)، نظمتها الولايات المتحدة ومولتها. وكانت جاريسكو التي تتقن اللغة الاوكرانية، شاركت شخصياً في التظاهرات المؤدية لأوروبا مع ابنتيها.

اما مسيرة ابرومافيسيوس وزير الاقتصاد الجديد فليست معروفة على نطاق واسع. فسيرته المنشورة على موقع صندوقه الاستثماري تكتفي بالاشارة الى انه واحد من كبار المسؤولين في صندوق «ايست كابيتال» السويدي الذي تنتشر فروعه في اوروبا الشرقية وروسيا.

ويتولى ايضاً منصب نائب رئيس «هيئة حماية المستثمرين» احدى اكبر الهيئات الاستثمارية في روسيا، التي تقيم علاقات مع «دويتشي بنك». وقال باللغة الروسية امام النواب «انا اوروبي وسنعمل على الطريقة الأوروبية»، وتحدث عن «مسؤولية كبيرة» من اجل انعاش «افقر بلد وأكثره فساداً في العالم».

اما حقيبة الصحة، الوزارة الأقل استراتيجية، فتسلمها الجورجي الكسندر كفيتاشفيلي (44 عاماً) الذي كان يشغل هذا المنصب في بلاده عام 2008.

وكان بوروشنكو الخميس اعلن انه يأمل في تعيين اجنبي لم يكشف عن اسمه رئيساً لمكتب مكافحة الفساد المزمن الذي تواجه هذه الجمهورية السوفياتية السابقة صعوبة كبيرة للتخلص منه.

وكشف باراشيي ان «المرحلة الاولى للحكومة الجديدة هي اعتماد موازنة للسنة المقبلة، متوازنة من دون عجز كبير». وأضاف: «علاقاتنا مع صندوق النقد الدولي، مديننا البارز، وسلامة النظام المالي وثقة المستثمرين الدوليين في اوكرانيا، رهن بهذه الموازنة».

وقد ابلغ ابرومافيسيوس النواب الأوكرانيين بخطته للعمل: التصرف «بحزم» واستخدام «الأساليب الأكثر راديكالية»، لتجنيب البلاد الوقوع في الافلاس والقيام بالإصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد الدولي. واعتبر ان «الأعمال في اوكرانيا يعرقلها مجمل هيئات الدولة».

+ -
.