أهم الوجهات السياحية في أميركا الشمالية لهذا العام

يعرف كل من زار أميركا الشمالية أنها قارة ساحرة بجمال طبيعتها وصخب مدنها وتنوع تضاريسها وبشاشة شعبها. ولصناعة السياحة تاريخ طويل في أميركا يعود إلى القرن الماضي. وفي عام 2013 بلغ الإنفاق السياحي الأجنبي في أميركا نحو 11 مليار دولار. وهي صناعة توفر مصدر الدخل الأعلى وفرص التوظيف الأولى في الكثير من الولايات. ويبلغ عدد العاملين في صناعة السياحة نحو 7.3 مليون أميركي، وكان أكبر معلم أميركي للسياحة في العام الماضي هو ميدان «تايمز سكوير» في نيويورك حيث زاره 35 مليون سائح.

وتقع الولايات المتحدة في الموقع الثاني عالميا من حيث عدد السياح بعد فرنسا ولكنها الأولى في نسبة الإنفاق السياحي وذلك لأن السياح يقضون وقتا أطول خلال زياراتهم الأميركية.

وفي عام 2014، لم تعد السياحة الأميركية تقتصر على المعالم المعروفة مثل عالم ديزني في فلوريدا أو لاس فيغاس، ولكنها تنطلق إلى آفاق جديدة لجوانب كانت مجهولة حتى وقت قريب. وهناك نخبة من وجهات السياحة الجديدة التي يتوجه إليها الشباب ليكتشف جوانب لم تكن معروفة من قبل لأجيال السياح السابقة. وهي نخبة تجمع بين شواطئ غير معروفة ومدن وولايات لم تكن تتصدر السياحة الدولية في الماضي ولكنها ترنو إلى جذب المزيد من الأجانب لتعزيز مكانتها. وتنطلق بعض هذه الوجهات من مدار السياحة المحلية إلى آفاق العالمية حيث الإنفاق الأعلى والمكانة السياحية الأفضل.

* كاليفورنيا البداية من الساحل الشمالي لولاية كاليفورنيا، وهي منطقة كانت ممنوعة على العامة، ولكنها وبقرار من الكونغرس تم اعتمادها كجزء من التراث الطبيعي لكاليفورنيا بما يمنحها حماية بيئية مستدامة. وتمتد هذه الشواطئ شمال مدينة سان فرانسيسكو، وتمنح الزائر مساحات تصل إلى 1300 فدان يشاهد من خلالها الحياة البحرية من حيتان مارة وأسود بحر وأحياء أخرى بالإضافة إلى شواطئ متنوعة بها صخور وكهوف وجبال. وهي جانب من الشواطئ الأميركية التي لم يمسها التطوير والعمران تتيح للسائح فرصة مشاهدتها كما كانت قبل قرون.

 

وبالاتجاه جنوبا، إلى قلب مدينة لوس أنجليس هناك الكثير من عوامل الجذب السياحي في المدينة ومنها متحف الفن المعاصر، ولكن الجديد في سياحة المدينة هو ما تقدمه من أنواع الأطعمة خصوصا في السوق المركزية، واسمه «غراند سنترال ماركت»، حيث ينتشر على جوانبه نحو 30 منفذا لبيع المأكولات تعد هي الأفضل في المدينة. وأنشئت السوق أصلا عام 1917 وتم تجديده العام الماضي. ويوجد بالقرب من السوق مطعم «ألما» الذي جرى اختياره أفضل مطعم أميركي العام الماضي. ويجد السائح أيضا الكثير من محلات التسوق. ويتم افتتاح المزيد من محلات التسوق والأزياء بالإضافة إلى صالونات العناية بالبشرة. كما جرى افتتاح فندق جديد في المدينة اسمه «أيس هوتيل» في بداية العام الحالي.

 

وفي كاليفورنيا أيضا يمكن التوجه إلى منتجع «نورث ستار» شمال بحيرة تاهو، وهو منطقة كانت مهملة حتى تم إنفاق مليار دولار من الاستثمارات السياحية فيها لكي تتحول إلى قرية نموذجية يمكن منها الانطلاق إلى مناطق التزلج على الجليد المحيطة بالبحيرة. وتم افتتاح فندق «ريتز كارلتون ليك تاهو» بجوار ساحة هائلة للتزلج على الجليد. وتمر منطقة بحيرة تاهو بفترة انتعاش سياحي غير مسبوقة وهي تستعد للتقدم لاستضافة الدورة الأوليمبية الشتوية عام 2026. ومن المتوقع أن ينتشر المزيد من المنتجعات والفنادق في المنطقة وحول البحيرة الشهيرة.

 

* ناشفيل ومن كاليفورنيا إلى ناشفيل في ولاية تينيسي حيث يقصدها عشاق الموسيقى الشعبية الأميركية. ولكنها الآن تبني سمعتها على أنواع أخرى من موسيقى الروك وعلى تقديم أفضل أنواع المأكولات لزوارها. وهناك الكثير من فرق الموسيقى الحديثة التي تقدم عروضها في المدينة. كما تجذب الكثير من الأندية والمقاهي الشباب في المدينة مثل «باينوود سوشيال» و«404»، والأخير مطعم وفندق صغير. ويتم تنظيم الكثير من المهرجانات الموسيقية في المدينة أهمها يقام في سبتمبر (أيلول) ويجمع بين الموسيقى وتناول أشهى الأطعمة. ويستمر الإقبال على معالم ناشفيل القديمة مثل «هونكي تونك» «توتسي» و«رايمان».

 

* آسبن وفي منطقة آسبن في ولاية كولورادو تشتهر المنطقة بالتزلج على الجليد ولكنها هذا العام تدخل إلى نطاق نشاطات أخرى أهمها جولات جبلية بالدراجات الهوائية وزيارة متحف الفنون المصمم بطريقة تعكس اهتمام المنطقة برياضة التزلج حيث يستقل زوار المعرض مصعدا إلى قمته للتمتع بالمشاهد الطبيعية حوله ثم يهبطون الدرج لتفقد المعروضات في الداخل. ويوجد أيضا في آسبن مركز التدريب على مهارات التزلج على الجليد.

 

أما هواة ركوب الدراجات فإن مدينة أنديانابوليس تقدم لهم أحدث مشروع في العالم لتوفير المسار الأمن للدراجات، وهو طريق معبد ومضاء مخصص للدراجات فقط ويمتد لمسافة ثمانية أميال. الطريق اسمه «أندي تريل» وتكلف نحو 63 مليون دولار. وهو يربط بين خمسة أحياء في المدينة ويصل إلى محمية «وايت ريفر ستيت بارك» التي تصل مساحتها إلى 250 فدانا وتتضمن حديقة حيوانات والكثير من المعالم السياحية الأخرى. وفي العام الأخير وصل إلى المدينة خبراء من مدينة كولون الألمانية ومدينة بورتلاند في ولاية أوريغون للتعرف على ما حققته المدينة من تحول من السيارة إلى الدراجات الهوائية، حيث إنها كانت تشتهر في الماضي بسباق سيارات يستمر لمسافة 500 ميل.

 

وعلى الجانب الشرقي من الولايات المتحدة تقع مدينة أتلانتا التي تمر بفترة تحديث شاملة. ولعل أهم حدث فيها هذا العام هو افتتاح المركز الوطني للحقوق المدنية وحقوق الإنسان، وذلك في شهر مايو (أيار) المقبل. ويقع المركز بجوار الحديقة الأوليمبية وحديقة أسماك جورجيا في وسط المدينة. وسوف تخصص مساحة 42 ألف قدم لعرض منجزات حقوق الإنسان أميركا وعالميا. ويضم المركز أوراق مارتن لوثر كينغ، ابن مدينة أتلانتا. وبداية من يونيو (حزيران) هذا العام سوف يمكن لزوار أتلانتا استخدام عربات آلية لقطع مسافة 2.7 ميل يمكن من خلالها استعراض معالم المدينة. كما يفتتح في المدينة قبل شهر سبتمبر (أيلول) المقبل ملعب كرة قدم أميركية جديد سوف يستقبل مباريات الموسم الجديد في الخريف المقبل.

 

* فلوريدا وجنوبا إلى مدينة سان بيترزبرغ في فلوريدا التي كانت أرجاء فلوريدا الأخرى تعتبرها ملجأ المسنين في الولاية، تبدو المدينة على شفا انطلاق حيوي بعد تطوير شواطئها وإقامة متحف جديد في وسط المدينة لأعمال الفنان سلفادور دالي. وهناك الكثير من المطاعم والمقاهي الجديدة في المدينة التي تجعل من سان بيترزبرغ واحدة من المدن السياحية الناشئة في الولاية الجنوبية ذات الشمس الساطعة.

* شلالات نياغارا هذه الوجهات الأميركية الجديدة تمثل موجة سياحية جديدة وغير معهودة تضاف إلى الوجهات التقليدية. ويمكن أيضا إضافة وجهتي سياحة من كندا لتغطية كل شمال أميركا سياحيا. أول هذه المعالم يقع على الحدود بين أميركا وكندا وهي شلالات نياغرا التي يمكن قضاء وقت ممتع فيها مع افتتاح الكثير من المقاهي والمطاعم الجديدة في المنطقة المحيطة. ويحتفل الكنديون هذا العام بمرور 200 عام على حرب عام 1814، وذلك بمحاكاة أهم مشاهد وأحداث هذه الحرب. كذلك سوف يستطيع الزوار مشاهدة الشلالات من زاوية جديدة بعد افتتاح موقع جديد يطل عليها هذا الربيع اسمه «لكشري كاتاماران». ويقول مسؤولو السياحة الكندية إنهم سوف يسمحون هذا العام للمغامرين بعبور شلالات نياغرا أو حتى هبوطها على حبال مشدودة على مسؤوليتهم.

 

* كالغاري المدينة الكندية الأخرى هي كالغاري في ولاية ألبرتا التي تقع عند التقاء نهري «بو» و«إيلبو». وهي أكبر مدينة في ولاية ألبرتا بتعداد يصل إلى 1.2 مليون نسمة. وهي تتمتع بمداخيل نفطية عالية وبها مركز مالي والكثير من الصناعات ومن بينها صناعة السياحة. وتقيم المدينة مهرجانا سنويا لركوب الثيران وهي رياضة تسمى «روديو». وتعد الفنون العامة جزءا من حياة المدينة حيث يوجد «جسر السلام» الذي صممه سانتياغو كالاترافا، ومبنى «بو تاور» الذي صممه المعماري الشهير نورمان فوستر. ويتوسط المدينة مسرح «يلو رابيت». وكانت المدينة قد استضافت دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية عام 1988.

+ -
.