قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يرى «بارقة أمل للحل السياسي» في سورية لأن روسيا وإيران تعتقدان ان «الرياح لا تميل لمصلحة (الرئيس بشار) الأسد»، في وقت حقق توافق أميركي – روسي اختراقاً في مجلس الأمن بإصدار قرار دولي بالإجماع يمكن أن يؤدي الى محاسبة أفراد ومسوؤلين عن جرائم استخدام أسلحة كيماوية، في قرار غير مسبوق سد ثغرة أساسية في مسألة المحاسبة على الجرائم المرتكبة منذ بداية النزاع. ويسود توتر في الأوساط العلوية في اللاذقية نتيجة قتل ابن عم الرئيس السوري ضابطاً في الجيش لأنه تجاوزه بسيارته.
وقال اوباما خلال اجتماع في البيت الأبيض مع عدد من الصحافيين من كاتبي الافتتاحيات: «اعتقد ان هناك نافذة فتحت قليلاً لإيجاد حل سياسي في سورية» وإن سبب ذلك يعود «جزئياً لأن روسيا وإيران باتتا تدركان ان الرياح لا تميل لمصلحة الأسد». وقال أوباما ايضاً ان اياً من هاتين الدولتين لا «تتسم بالعاطفية» في تحديد مواقفها، مضيفاً ان لا موسكو ولا طهران تتأثران كثيراً بـ «الكارثة الإنسانية» في سورية، الا انهما قلقتان بالمقابل من احتمال «انهيار الدولة السورية». وتابع «وهذا يعني، وأعتقد ذلك، بأنه باتت لدينا اليوم فرص اكثر لقيام محادثات جدية، مما كانت لدينا في السابق» في شأن الأزمة السورية.
في نيويورك، نوهت السفيرة الأميركية سامنثا باور بإجماع مجلس الأمن على القرار 2235 و»العمل بموجب المصلحة المشتركة بين أعضاء المجلس» في إشارة مباشرة الى روسيا «على دحر تنظيم داعش في سورية وتحقيق انتقال سياسي ومنع انتقال النزاع الى دول مجاورة».
ورغم أن القرار لم يُحدد آلية للمحاسبة، بل اكتفى بالتشديد على أهمية إجرائها، فإن أهميته تتمثل في أنه وضع آلية لتشكيل لجنة تحقيق دولية جديدة تتجاوز في صلاحياتها لجنة تقصي الحقائق القائمة حالياً، إذ إنها لن تكتفي بإثبات حصول هجمات بأسلحة كيماوية، بل تمتد مهمتها لتحديد أسماء المسؤولين عن القيام بهذه الهجمات أو التخطيط لها.
وجاء القرار نتيجة توافق أميركي – روسي انعكس إجماعاً في تصويت المجلس لمصلحة القرار وتضمن آلية إنشاء لجنة التحقيق التي ستكون مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وقالت باور: «نريد أن يتحول هذا الإجماع الى الجانب السياسي أيضاً»، معتبرة أن «كل يوم إضافي يمر في الأزمة السورية هو يوم جيد لتنظيم داعش وسيء للمجتمع الدولي».
واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين أن القرار «مهم لتحديد المسؤوليات في ظل البروباغندا التي رافقت حصول هجمات سابقة بالأسلحة الكيماوية». وأضاف أن كل جهد في شأن الأزمة السورية «يندرج في إطار السعي الى حل سياسي، لا الى تفاقم الوضع القائم»، معتبراً أن «الأولوية في سورية هي لمكافحة الإرهاب والتوصل الى حل سياسي».
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس: «أقدم سليمان الأسد، نجل ابن عم الرئيس على قتل العقيد المهندس في القوات الجوية حسان الشيخ، بعدما تجاوز الأخير بسيارته سيارة الأسد عند مستديرة الأزهري في مدينة اللاذقية ليل (اول) امس». وأضاف «اعترض سليمان الأسد بعدها بسيارته سيارة الشيخ بهدف إيقافها قبل ان يترجل ويطلق عليه النار من رشاش كان بحوزته على مرأى من اولاده».
وسليمان الأسد هو ابن هلال الأسد، ابن عم الرئيس وقائد قوات الدفاع الوطني الذي قتل في آذار (مارس) 2014 في المعارك ضد مقاتلي الفصائل في ريف اللاذقية. ووفق «المرصد»، يسود «الاستياء والتوتر بين ابناء الطائفة العلوية في اللاذقية وريفها» على خلفية هذه الحادثة.
وفي وسط سورية، خطف «داعش» 230 مدنياً بينهم ستون مسيحياً على الأقل، غداة سيطرته على مدينة القريتين التي تعد رمزاً للتعايش بين المسيحيين والمسلمين في محافظة حمص في وسط سورية، في وقت يواصل «جيش الفتح» المعارض التقدم في ريف حماة المجاور.