أوقات صعبة تواجه الاتحاد الاقتصادي الأوراسي

في الوقت الذي يؤكد فيه بعض خبراء الاقتصاد على أهمية الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وضرورته، يعتبر آخرون أنه مجرد خيال، خصوصا بالنظر إلى التوترات القائمة في العلاقات بين روسيا وشركائها والتي تلقي بظلالها السلبية على المشروع.

كما كان مخططا، يباشر الاتحاد الاقتصادي الأوراسي اليوم الأول من كانون الأول/يناير 2015 أعماله. وعلى عكس الاتحاد الجمركي، الذي انبثق الاتحاد عنه، سيضم الاتحاد خمس دول بدلا من ثلاث. فإلى جانب روسيا وروسيا البيضاء وكازاخستان، ستنضم إليه أرمينيا وقرقيزيا. وكانت الدول الثلاث الأولى قد أسست الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في أيار/مايو عام 2011 وبدأت بتطبيق اتفاقياته في العام نفسه.

إلا أن انطلاق الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بحلته الجديدة يأتي في ظروف صعبة خاصة أن روسيا تعاني من ظروف اقتصادية صعبة. كما يوجد توتر في العلاقات بين دول الاتحاد، بسبب زيارة رئيس روسيا البيضاء أليكسندر لوكاتشينكو ورئيس كازاخستان نورسلطان نزارباييف للعاصمة الأوكرانية كييف. هناك التقيا بالرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، العدو اللدود للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويرى بعض الخبراء أن هذه الزيارة تزعج موسكو وستلقي بظلالها على الاتحاد الأوراسي.

شراكة صعبة

ويعتبر أستاذ الاقتصاد أليكسي بورتانسكي من جامعة موسكو في حديث له مع DW أن “الوضع ليس مشجعا. إذ كان من الضروري أن تحدث إنجازات إيجابية في هذه المرحلة من التكامل الاقتصادي، لكن الأمور تسير على عكس ذلك. فموسكو على خلاف مع روسيا البيضاء بسبب ترانزيت البضائع وعلى خلاف مع كازاخستان بسبب إمدادات الكهرباء والفحم الحجري إلى روسيا” كما يلاحظ الأستاذ الجامعي.

ويضيف بورتانسكي بأن اقتصاد روسيا يشكل 80% من إجمالي الناتج المحلي لدول الاتحاد، وبذلك ستتحمل موسكو مهمة عملية اندماج اقتصادات دوله. ” إن هذا واضح من خلال المساعدات الروسية لروسيا البيضاء والتي ستتبعها مساعدات مماثلة لقرقيزيا وأرمينيا”، كما يضيف بورتانسكي.

“خيال كرابطة الدول المستقلة”

موسكو بحاجة إلى منظمات دولية، كي تشعر أنها كبيرة وقوية”، كما يرى أستاذ العلوم السياسية الروسي أندريه بيونتكوفسكي. ويضيف بأن جيران روسيا استغلوا في السنوات الأخيرة “عقدة موسكو الإمبراطورية”. في روسيا البيضاء حصل لوكاتشينكو على أموال كثيرة من الكرملين، كما حصل نزارباييف على ضمان من موسكو بعدم المس بحدود كازاخستان. وفي هذا السياق يلاحظ الخبير بيونتكوفسكي أن “نزارباييف ورث كيانا ضعيفا، جزؤه الشمالي مكتظ بالسكان الروس”.

والآن يلاحظ لوكاتشينكو ونزارباييف أن الرئيس الروسي بوتين ضعيف. ولذلك سيستمران في مراقبة آثار العقوبات الغربية على موسكو بسبب أزمة أوكرانيا. غير أنه رغم هذه التوترات، فإن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيباشر عمله اليوم. ويستنتج الخبير السياسي: “سيولد الاتحاد ميتا، وسيبقى عبارة عن خيال مثل رابطة الدول المستقلة”، لأنه يعتقد أن تلك الدول ترفض أن تبقى تحت وصاية موسكو.

+ -
.