تأججت المظاهرات المناوئة للحكومة في أوكرانيا بعد تعليق المفاوضات بين المعارضة والرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.
ففي غرب البلاد، استولى النشطاء على مكتب الحكم المحلي في مدينة “إيفانو-فرانكيفسك”، بينما داهموا مكتبا آخر في مدينة “شيرنيفتشي”.
كما وردت أنباء عن مظاهرات أخرى في مدينة “لوتسك” شمال غربي البلاد، ومدينة “سومي” في الشرق.
وفي العاصمة كييف، بنيت حواجز جديدة ليلا بعد أن شهد مخيم المتظاهرين توسعا.
وعلى الرغم من البرد القارس واستمرار الهدنة بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب، قام المعتصمون في ميدان الاستقلال باحتلال مبنى حكومي.
وفي إقليم “كريميا” ذي الحكم الذاتي، الموالي للرئيس الأوكراني، أصدر البرلمان المحلي بيانًا يوم الأربعاء أدان فيه المظاهرات مطالبًا الرئيس بإعلان حالة الطوارئ.
وقام يانوكوفيتش يوم الجمعة بتعيين وزير الأمن والدفاع، آندري كلوييف، رئيسا جديدا للإدارة الرئاسية.
إدانة أوروبية
وفي تطورات أخرى يوم الجمعة، استدعت كلٌ من فرنسا وألمانيا سفراء أوكرانيا لديهما لمناقشة أعمال العنف.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إنه تم استدعاء السفير الأوكراني “كبادرة لإظهار تنديد فرنسا”.
وفي برلين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارتن شيفر “نود إظهار جدية اعتراضنا”.
ومن المتوقع أن يزور مفوض توسيع الاتحاد الأوروبي، ستيفان فيوليه، العاصمة الأوكرانية كييف قريبًا، حيث سيلتقي بقادة المعارضة والحكومة.
وكان فيوليه قد لعب دورًا رئيسيًا في التفاوض بشأن اتفاقية الشراكة التي قدمها الاتحاد لأوكرانيا، والتي رفضها الرئيس يانوكوفيتش في نوفمبر/تشرين الثاني في آخر لحظة مقابل علاقات أقوى مع روسيا، وهو ما أشعل الاحتجاجات الحالية.
احتجاجات حول البلاد
ووفقًا لموقع صحيفة البرافدا الأوكرانية الإلكترونية، احتل ما يقرب من 1500 شخص مبنى الحكم المحلي في مدينة “إيفانو-فرانكيفسك” غربي البلاد، وأقاموا حواجز حول أنفسهم داخل المبنى مطالبين باستقالة الحاكم المحلي فورًا.
وفي مدينة “شيرنيفتشي”، هاجم المتظاهرون مكتب الحاكم فيما حاولت قوات الشرطة حماية المبنى، ورددوا هتافات من قبيل “عارٌ عليك!” و”استقل!”
وفي مدينة “لوتسك”، خرجت مظاهرة كبيرة أمام مبنى الحكم المحلي، كما وردت تقارير عن أن مدينة “سومي” شهدت وقوع اضطرابات فيها.
أما في مدينة “لفيف”، فقد أقام المتظاهرون حواجز حول مكتب الحاكم الذي سيطروا عليه يوم الخميس. ووردت تقارير عن استقالة بعض أعضاء قوات الشرطة الخاصة “بيركوت”.
وفي العاصمة كييف، وقف النشطاء المقنعون كحرس للمتاريس التأمينية التي بنيت مؤخرًا. ووردت تقارير عن أن بعضهم كان يحمل دروعا أخذوها كغنائم من شرطة مكافحة الشغب. وأقيمت المتاريس أيضا في شارع “هريشيفسكي” بالإضافة إلى مواقع قريبة من مبنى الإدارة الرئاسية.
وتمكنت مجموعة أخرى من المتظاهرين من السيطرة على المبنى الرئيسي لوزارة الزراعة، حيث قيل إنهم لم يتعرضوا لأية مقاومة.
وقال أحد المتظاهرين لوكالة أسوشيتد برس للأنباء إنهم “بحاجة لتدفئة المعتصمين في هذا الصقيع”، حيث تصل درجة الحرارة الآن إلى 16 درجة مئوية تحت الصفر.
وسمح للعاملين بالوزارة بأخذ متعلقاتهم، لكن لم يسمح لهم بالعمل.
تصويت الميدان
وفي مساء الخميس، عاد الملاكم السابق فيتالي كليتشكو، أحد قادة المعارضة الثلاثة الذين اجتمعوا بيانوكوفيتش ليخبر المتظاهرين أن الرئيس لم يقدم أية تنازلات، وقال: “ضاعت ساعات من المحادثات بلا جدوى.”
وصوت المتظاهرون في الميدان لاحقًا لوقف أية محادثات مع الرئيس وقرروا التوسع في معسكر الاعتصام.
وكانت المعارضة قد طالبت بإلغاء قانون جديد يقيد حرية التظاهر، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، واستقالة الحكومة.
ضبط النفس
وقالت وزيرة العدل، أولينا لوكاش، إنه سيتم استكمال المحادثات، لكنها لم تحدد موعدها.
وأضافت لوكاش إن قادة المعارضة كليتشكو وأرسينيي ياتسينيوك وأوليه تياهنيبوك لم ينددوا “بالأفعال المتطرفة” أثناء المحادثات.
وأصدر وزير الداخلية بيانا أكد فيه على عدم تدخل الشرطة ضد معسكر المعتصمين في ميدان الاستقلال، كما طالب الضباط “بالتحلي بضبط النفس وعدم الانجراف وراء المضايقات البسيطة”.
وكانت وزارة الداخلية قد اعتذرت من قبل عقب انتشار فيديو لتعذيب أحد المتظاهرين المقبوض عليهم، والذي كان قد أُجبر على السير في الثلج عاريا.
مقتل متظاهرين
وتفاقمت الأزمة هذا الأسبوع بعد ورود تقارير عن أول حالات وفاة وسط صفوف المحتجين.
فقد أطلق الرصاص على اثنين من المتظاهرين في شارع “هروشيفسكي” القريب من ميدان الاستقلال. وتقول المعارضة إن الشرطة أو بعض القناصة هم من قتلوهما، في حين تنفي الحكومة هذا الادعاء.
كما عثر على أحد النشطاء ميتا في غابات قريبة من العاصمة كييف.