أوكرانيا: انقسام أوروبي على «معاقبة» روسيا

اتجهت العلاقات الروسية – الغربية نحو مزيد من التعقيد، إذ انقسم الموقف الأوروبي حول فرض عقوبات على موسكو بتأثير تباعد المقاربات السياسية بحكم تأثير التاريخ والجغرافيا معاً على علاقات دول الاتحاد مع روسيا. وزاد التعقيد طلب سلطات شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا الانضمام الى روسيا وإجراء استفتاء حول الأمر في 16 الشهر الجاري. وتوقعت مصادر نيابية روسية أن تقول موسكو كلمتها بعد ظهور نتائج الاستفتاء. وحذر الرئيس باراك اوباما أمس من ان تنظيم الاستفتاء «سيمثل انتهاكا للقانون الدولي وللسيادة الاوكرانية». وقال «ان حل هذه الازمة ديبلوماسيا لا يزال ممكناً». (للمزيد)

في بروكسيل، حيث عقد الزعماء الأوروبيون قمة طارئة للبحث في مسألة أوكرانيا، مدّ رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك يد حكومته الانتقالية للحوار مع روسيا، ودعاها إلى «تنفيذ خطوة أولى إلى الوراء» في القرم، التي تسيطر عسكرياً عليها. لكنه أبدى أيضاً استعداد كييف لتوقيع شراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي والذي تعارضه موسكو.

وفي تطور بارز، أرسلت البحرية الأميركية المدمرة وقاذفة الصواريخ «يو أس أس تراكستن» إلى البحر الأسود للمشاركة في مناورات مع البحريتين البلغارية والرومانية، مؤكداً أن هذه المناورات مقررة منذ ما قبل الأزمة.

وبرز تباين في وجهات النظر داخل البيت الأوروبي واضحاً حول آليات التعامل مع روسيا، إذ أبدت دول حماستها لفرض عقوبات سريعة على روسيا، لكن فرنسا وألمانيا اللتين تربطهما علاقات تجارية وعسكرية مع روسيا تحفظتا، وعارضت بريطانيا فرض قيود على القطاع المصرفي الروسي تخوفاً من تداعيات محتملة في أوروبا. وتفادى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إعلان أن العقوبات المحتملة قد تستهدف القيادة الروسية، وقال قبل بدء أشغال القمة: «لا نبحث عن زيادة التوتر، بل عن فرصة لإطلاق الحوار».

وحذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من أن فرض عقوبات على روسيا «سيفوت فرصة إيجاد حل ديبلوماسي»، مضيفاً: «أعتقد بأن كل الأبواب التي نستطيع المرور عبرها لم تغلق في بروكسيل».

في المقابل، أكدت روسيا أنها سترد فوراً على تشديد دول الاتحاد إجراءات دخول مواطنيها إليها، وهو ما فعلته الولايات المتحدة في حق «أشخاص ضالعين في زعزعة استقرار أوكرانيا والتدخل العسكري في القرم»، مع تجميد ممتلكاتهم.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه نظيره الأميركي جون كيري في روما، أن البلدين لم يتوصلا إلى اتفاق في شأن أوكرانيا. وقال: «لا نفهم ما يقصده شركاؤنا باقتراحهم إنشاء آلية دولية حول أوكرانيا، وتركيبتها».

وانتقدت وزارة الخارجية الروسية نشر الخارجية الأميركية لائحة بعنوان «رواية الرئيس بوتين: 10 مزاعم خاطئة عن أوكرانيا»،

تشكك في تصريحات أدلى بها الرئيس الروسي، ووصفتها بأنها دعاية إعلامية «هابطة المستوى».

ووصفت الوزارة اللائحة بأنها «صادمة، ليس لتشويهها الحقيقة بل لازدواجية المعايير فيها»، لكنها لم ترد على المزاعم الأميركية.

إلى ذلك، واصلت سلطات القرم تدابيرها لحسم الانفصال عن أوكرانيا. وأسست هياكل أجهزة أمنية ونيابة ووزارة للداخلية. كما باشرت إجراءات التداول بعملة الروبل الروسية، وأعلنت عزمها تغيير التوقيت المحلي ليتطابق مع توقيت موسكو.

 

عسكرياً، أغرق الأسطول الروسي سفينة حربية أوكرانية في ممر بحري ضيق يربط بحيرة بالبحر الأسود، بهدف تحويلها إلى حاجز يمنع هروب سفن إلى البحر. كما سيطر مسلحون على قاعدة تابعة للبحرية الأوكرانية تضم أنظمة صواريخ.

 

+ -
.