أيبلا المرعي، زهرة جولانية تتحول لنجمة

بقلم سميح أيوب

من آلام المخاض تولد الحياة، ومن اكفرار السماء ينزل المطر لتتفتح الزهور، وبعد كل فجر حالك تشرق الشمس لتغمر باشعتها الوردية البطاح.
أما الشعوب فترقى بابنائها بعد خوض معترك الحياة، مهما قست الظروف، فيصبح الأمل بيرقاً ترفعه سواعد الجد والطموح، لتقرع أبواب المستقبل وتتسامى لشواهق المجد والكبرياء.

هذه حكاية الجولان المنسي، الذي تُرك يتيما فترعرع بعصامية أهله، مصارعاً كل مخاطر الحياة بجميع أشكالها: اجتماعية، اقتصادية أو سياسية، ليرقى بطموح شبابه الواعد لقمة العلم والثقافة، وربما النجومية أحياناً، التي اخترقت حدود المكان بمجالات عدة.

من خلال ما سبق ذكره، نقف اليوم كما إعلام العالم الفني، نراقب طموح شابة جولانية ترقى للنجومية بفن المسرح والتمثيل السينمائي، لتكون أول فتاة جولانية المولد سورية الانماء تدوس بساط “مهرجان كان” الأحمر، بعد اشتراكها بفيلم “the old oak” (السنديانة القديمة)، للمخرج البريطاني اليساري كين لوش، والمقدم لنيل السعفة الذهبية بمهرجان كان.
إنها النجمة الجولانية إيبلا صالح المرعي، ابنة الخمسة وعشرين ربيعاً، من سكان مجدل شمس – الجملان المحتل.

التحقت إيبلا بعمر مبكر بمسرح عيون الجولاني، حيث تتلمذت على يد الفنان والكاتب المسرحي معتز أبو صالح والمخرجة آمال قيس (أبو صالح)، مثلها كمثل عشرات الفنانين المسرحيين، الذين زينت أسماء العديد منهم عناوين المقالات في الصحف الفنية بفلسطين والضفة الغربية، ليلتحقوا بعالم النجومية على خشبة المسارح العالمية أيضا، خارج البلاد، ومسرحية شرق أوسط جديد التي عرضت بعدة دول في أوربا شاهد على ذلك. لقد نالت إيبلا شرف التخرج من مسرح عيون لتكمل مشوارها الفني بجامعة حيفا.

وعودة لفيلم السنديانة القديمة (the old oak)، الذي شاركت به الفنانة إيبلا المرعي، ولعبت به الدور المحوري باسم “يارا”. يارا، اللاجئة السورية التي هاجرت وعائلتها إلى المملكة المتحدة، واستقر بهم الترحال بإحدى قرى تعدين المناجم بشمال شرق انجلترا،
حيث واجهت العائلة العديد من المضايقات والتنمر، من قبل سكان لا يدركون هول مأساة الوافدين الذين يكرهون استقدامهم.

تقمصت إيبلا دور يارا – الفتاة الحمصية، بعد مواكبة الأسر السورية من اللاحئين لفترة من الزمن، تعلمت خلالها اللهجة الحمصية ونمط حياتهم، كما اطلعت على العديد من الافلام الوثائقية، ليزداد رصيد مشاعرها بعمق المأساة ومعاناة المهجرين بعد أن دخلت بيوتهم وسمعت قصص معاناتهم.

وبالرغم من ولادتها بعد الاحتلال بعقود، وبعدها عن وطن لا تعرفه إلا بتربية الانتماء، فقد قدمت نفسها كممثلة سورية، ليلمع اسمها في عناوين الصحف الفنية بدول العالم، وحلمها أن تكون هذه المشاركة الخطوة الأولى نحو النجومية العالمية، فطريق الألف ميل تبدأ بخطوة.

سميح أيوب

إيبالا المرعي (الثانية من اليمين) على السجادة الحمراء في مهرجان كان

تعليقات

  1. كلنا فخر فيكي ايبلا حدودك السماء , بلتوفيق دائما وابدا

  2. She had a clear goal to become an actress, take risks,she stay open to her life following her dreams come true , for me i didnt see the movie , however , she is from my village called Majdal Shams , i really respect her , and i really hope to rich her goal , good luck Eba , keep going.

التعليقات مغلقة.

+ -
.