أين يعيش الناس من المواقع الثلاثة

الناس يعيشون في مكان واحد هذا في الغالب ولهذا السبب ينتج عند الناس سوء التفاهم وسوء الاتصال.

فبعض الناس يعيشون في الذات فقط ولهذا هم أنانيون ولا يحبون إلا أنفسهم والسبب في ذلك والله أعلم أنهم لا يعرفون إلا أنفسهم، مثال الآن نجد بعض الشباب يحب بنت الجيران أو يحب بنت عمه لماذا ؟

هو في الواقع لم يعرف أحدا غيرها نظرا لأن أمه تتكلم عنها أو أخواته يتكلمن عنها وكذلك الحال بالنسبة لابنة العم أيضا.

فكذلك الإنسان عندما يعيش في نفسه أو في ذاته فقط ولا يخرج منها أبداً فسيحبها وسيكون أناني لأنه لا يعرف غيرها، فهذا الشخص كل أعماله منصبة على ذاته فكل عمل يعمله لابد أن يرجع بمصلحة على ذاته وعلى نفسه وإلا لن يعمله، فتجده في العمل يرى أن زملائه لابد أن يضحوا من أجله ويرى أن هذا واجب عليهم المساعدة، أما إذا طلب أحد زملائه منه المساعدة فإنه يرفض بحجة أن هذا استغلال لقدراته (أي قدرات)، وكذلك في المنزل، باختصار يرى حقوقه ولا يرى واجباته ويصدق فيه قول القائل يرى الشعرة في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه.

الآخر :

هناك قسم آخر على النقيض من صاحبنا، فهم تفكيرهم منصب على الآخرين، يقدس أوقاتهم ومشاعرهم ولا يرى نفسه، يرى أنه في هذه الدنيا لابد أن يكون بخدمة الآخرين أي عمل يعمله يسأل نفسه هل فيه مصلحة للآخرين أما لنفسي، فإذا كانت المصلحة للآخرين بادر وإلا أجل الموضوع.

ما هو السبب؟ في هذه النظرة هناك عدة أسباب:

1- أنه يرى نفسه حقيرة ولا تستحق أي شيء وإنها مذنبة ولا تستحق إلا التنكيل والعذاب فهو دائما يجلد نفسه .

2- أنه يرى نفسه رؤية إيجابية ولكنه يرى أن الآخرين أفضل منه ولذلك يقدم الآخرين على نفسه .

3- أنه يعتقد أنه لو عمل على إسعاد نفسه فأن نفسه لن تعمل باستمرار على إسعاده ومعنى هذا أنه إذا عاش من أجل نفسه وتلبية رغباتها فإنها سوف تسقطه في بعض المعاصي فهو إذا توقع هذه النتيجة فإنه يعمل ضد نفسه ويعيش في الآخر.

الرد على هذه الأشياء:

1- أنه يجب أن تنظر إلى نفسك نظرة إيجابية ولا تجلدها حتى تترقى في سلم الإيجابيات كالشجرة الصغيرة إذا منعت عنها الماء ودستها بقدمك كل يوم فلن تنمو وربما تموت .

2- لا بد إن نؤمن بقانون الوفرة وهو أن الله خلق كل شيء متوفر وليس ناقص فأنا إذا رشحت نفسي للإدارة فلن أحرم أحدا من منصبه لأن المناصب متوفرة وكذلك إذا فتحت محلا فلن يعني هذا أني سآخذ رزق الآخرين.

3- على العكس إذا أسعدت نفسك فلن تمل ولكن لا تكثر من اللهو حتى لا تغفل

 

المراقب :

 

عندما يعجز الإنسان عن تحقيق ذاته وأهدافه ويرى أن كل الطرق مسدودة أمامه فإنه يبدأ بمراقبة الناس ويرى نجاحاتهم أو سعيهم لنجاحاتهم، ثم يراقب نفسه ويرى أنه يعيش على هامش الحياة وليس له دور في هذه الحياة إلا المراقبة، ويرى نفسه غير قادر على العمل أو انه لا أحد يرغب بتوظيفه لأنه ليس له قدرات، وخير مثال بعض المتقاعدين. أما البعض الآخر من المتقاعدين فإنهم على العكس يرون أنهم هم أهل الخبرة وهذا طبعاً صحيح .

ما هو أفضل مكان أعيش فيه؟

التنقل بين هذه الأماكن هو أفضل مكان تعيش فيه حتى تجمع المعلومات من ثلاثة مصادر، فمرة تعيش في الذات حتى تأخذ حقوقك، ومرة في الآخر حتى تعطي الناس حقوقهم وترى ماعليك من واجبات وكذلك حتى لاتكون أنانيا، ومرة تعيش في المراقب حتى تحكم على أعمالك وتعيد حساباتك.

 

كيف تتعرف على من يعيش في الذات أو الآخر أو المراقب؟

من لغتهم ولهجتهم في الكلام. فالذي يعيش في الذات لهجته آمره أفعل كذا، أما الذي يعيش في الآخر فإن لهجته مستجديه ويحترم الآخرين جداً ويقلل من احترام نفسه،

أما الذي يعيش في المراقب فهو كثير الأحكام على الناس فأي شخص يراه يحكم عليه يعرفه أو لا يعرفه ومشاعره باردة.

المصدر: علم البرمجه اللغويه العصبية

+ -
.