“أيّام الجولان الثقافيّة” – مهرجان ثقافيّ من تنظيم المجتمع الأهليّ

يشهد الجولان خلال الأسبوع القادم تظاهرة ثقافية مهمة تنظمها مجموعة من المؤسسات الأهلية في الجولان، تستمر أحداثها من 23 حتى 30 من شهر تموز الجاري.

وجاء في البروشور الذي أرسل المنظمون نسخة منه لموقع جولاني مايلي:

نعود مجدّداً، بعد انقطاع دام ما يُقارِب عشرة أعوام، منذ تنظيم آخر تظاهرة ثقافيِة في الجولان (مهرجان ثقافيّ من تنظيم المجتمع الأهليّ).. وندعوكم للمشاركة في “أيّام الجولان الثقافيّة” على مدار أسبوع من 23-30 تموز الجاري، 2021.

شركاء ومنظّمو المهرجان:

• مؤسّسات جولانيّة:

  • المرصد – المركز العربيّ لحقوق الإنسان في الجولان
  • جمعيّة الجولان لتنمية القرى العربيّة

• مراكز ثقافيّة وحراكات:

  • مركز فاتح المدرّس للفنون والثقافة في الجولان السوريّ المحتلّ
  • الحراك الشبابيّ في الجولان السوريّ المحتلّ

بدعم مِنْ:
برنامج المرصد للحقوق الاقتصاديّة، الاجتماعيّة والثقافيّة، ومشروع “طرق جديدة في الرؤية”، الذي تموّله “الوقفيّة الأوروبيّة للديمقراطيّة” – EED – European Endowment for Democracy

رؤية المهرجان

يعيش الجولان السوريّ المحتلّ خلال العقد الأخير طوراً جديداً؛ سِمته القلق، ضبابيّة المشهد، إختلال التوازن وفقدان الطمأنينة. فقد ولّدت الظروف المحيطة، وارتداداتها على الجولانيّين، حالةً من الإحباط وانحسار الفاعليّة على عدّة مستويات، لعلّ أبرزها الانكماش الملحوظ الذي طال الفضاءات الثقافيّة الأهليّة في الجولان؛ تحديداً مع بداية الأحداث في سورية، وجزئيّاً، كنتيجةٍ مباشرةٍ لها. نعتقد أنّ مجمل التفاعلات التي أنتجتها القضايا الصراعيّة الأخيرة، تشير إلى عمليّة “تفكُّك للمجال العامّ” الذي كنّا نعرفه، وقيامة “مجال عامّ جديد” هو قيْدُ التشكُّل.

وفّر العقد الأخير ظروفاً مواتيةً للمنظومة الاستعماريّة كي تدفع بسياسات الدمج والتطويع، في الجولان السوريّ المحتلّ، إلى أقصاها. ولا يخفى سعْيها للاستيلاء على مفاصل أساسيّة في المجال العامّ، لانتزاع التمثيل والقرار السياسيَّين من المجتمع الأهليّ والاستحواذ على حقله الثقافيّ؛ ذلك أنّ السيطرة على المجال العامّ لا تستقرّ بدون امتلاك الحقل الثقافيّ والتحكُّم بمضامينه. لقد أتاح الفراغ وانكفاء الفاعلين، في مجال الثقافة والفنون، تمدّداً أوسع لـ”ثقافة” السلطة، عبر صناعة فضاءاتٍ وتأسيس حركات ومشاريع احتواء، بمضامينَ قِشرتها “ثقافة” ولبّها تسطيح للوعي ومسخٌ للهويّة.

ليس المشهد قاتماً تماماً، كما قد توحي هذه التوطئة، وهي غير كافيةٍ بالتأكيد، للإحاطة بهذه الفترة وفهم التحوّلات التي حدثت فيها، لكنّها ضروريٌّة لنقول: إنَّ إعادة تفعيل الهامش الثقافيّ الأهليّ أضحت ضرورةً، بعد عشر سنوات من الضمور، وصارت حاجةً جوهريّةً؛ إجتماعيّةً وسياسيّة، قبل أن تكون رفاهيّةً ثقافيّةً محضة.

على الرغم من الفراغ، وربّما بسبَبِه، تتشكّل فرصةٌ سانحةٌ لمجتمعنا، لأن ينشِّط حقل الثقافة الأهليّة المستقلّة، من جديد، بصورةٍ تمثّله وتشبهه؛ متحرراً من أجندات السلطات وإِكراهاتها كافّةً، ومدافعاً عن قيَمِه وهويّته الثقافيّة. “أيّام الجولان الثقافيّة”، نشاطٌ من المجتمع وله، يصبو للاحتفاء بثقافته وفنونه؛ فَهُما مبتدأ الوعي وميدان تكوينه؛ أمّا أدواته فالأغنية والّلوحة والقصيدة والمسرحيّة والفيلم والندوة والحواريّات الفكريّة. الحياة الثقافيّة الناشطة تبعث الروح في الحيّز العامّ، توسِّع نطاق الحريّات العامّة، تعمّق التفكير النقديّ، تُكسِب السيرورات الاجتماعيّة معانيها الإيجابيّةَ، وترسّخ الانتماء لهذه الأرض.

نأمل أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الحسّ الجمعيّ في جولاننا؛ أن تؤسِّس لبناء الأمل والتزوُّد بقوّة الجماعة.
نؤمن أنَّ الحيّز العامّ ليس حكراً على نخبة أو سلطة، وأنّنا، أفراداً وجماعةً، نستحقُّ أن نحتفي بمحتوىً ثقافيٍّ وفنيٍّ نوعيّ، متاحٍ للجميع، ويحترم عقولنا، بعيداً عن ثقافة الاستهلاك السائدة.

+ -
.