إجلاء أكثر من 200 مدني من حمص مع إنتهاء الهدنة

تمكنت هيئات الإغاثة الدولية من إجلاء أكثر من 200 مدني الاربعاء من المدينة القديمة في حمص المحاصرة منذ نحو سنتين من قبل القوات السورية.

وتزامنت هذه العمليات مع قصف الجيش السوري لبعض البلدات القريبة المحاذية للحدود اللبنانية وإزدياد ملحوظ لأعداد القتلى في الأسابيع الثلاثة الماضية.

وتأتي عمليات الإغاثة مع إنتهاء اليوم السادس والأخير من الهدنة الانسانية التي أبرمت الجمعة الماضي لإجلاء المدنيين من حمص، إلا أن هناك مخاوف بشأن مصير العشرات من الشباب والصبية الذين اعتقلتهم السلطات السورية عقب خروجهم من حمص.

وفي الوقت نفسه، تستمر المحادثات في جنيف بين النظام السوري والمعارضة من دون إي إشارة إلى تحقيق أي تقدم يذكر.

وقال مراسل بي بي سي إن “جميع المواطنين الذين تم إجلائهم من المدينة، كانوا بحاجة بالغة للمساعدة”.

وعلى صعيد متصل، صعدت لهجة الخطاب بين واشنطن وموسكو بعد قيام الأخيرة بالإعتراض على مسودة قرار للأمم المتحدة يقضي بتأمين ممرات آمنة لتسهيل عمل عمال الإغاثة في جميع أنحاء سوريا ويهدد بفرض عقوبات على الحكومة السورية إذا فشلت في ذلك. وإتهمت واشنطن روسيا بأنها بموقفها الرافض هذا، تكون متورطة بـ “تجويع المواطنين” في سوريا.

وجاءت هذه الانتقادات على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي اتهم روسيا بالتورط مع النظام السوري بتجويع المواطنين السوريين.

ونفى الناطق باسم باسم الخارجية الروسية هذه الاتهامات، مؤكداً على “دور روسيا في التوصل إلى الهدنة بين الطرفين”، كما أنه شدد بأن “روسيا قلقة على الوضع الانساني في سوريا شانها كشأن واشنطن”.

وقال نيك بايرينت مراسل بي بي سي في الأمم المتحدة إنه “بالرغم من رفض روسيا لمسودة قرار الأمم المتحدة ،إلا أنها لم تضرب بعرض الحائط أي حلول بديلة”.

ومن المقرر، أن يلتقي الطرفين الخميس في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة لحل الصراع الدائر في سوريا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن ما يزيد على 230 شخص يقتلون يوميا منذ 22 يناير/ كانون الثاني، أي منذ بدء محادثات السلام في جنيف. ويزيد هذا العدد عن معدل سقوط القتلى في أي ثلاثة أسابيع منذ بدء الصراع الدائر في سوريا في عام 2011.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يربو على 130 ألف سوري قتلوا في السنوات الثلاث الماضية. ويبلغ العدد الاجمالي لقتلى الأسابيع الثلاثة حسب احصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان كما تفيد تقديرات المرصد بأن ثلث كل القتلى مدنيون.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان هذا أعلى معدل يسجله المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي دعا الى تعليق المفاوضات ما لم ينفذ وقف فوري لإطلاق النار.

وقصفت طائرات تابعة للجيش السوري النظامي بلدة مجاورة للحدود مع لبنان بحسب أحد الناشطين في الوقت الذي يجتمع فيه قادة المعارضة في جنيف في مسعى لوضع روسيا بعض الضغوط على روسيا لمنع فشل محادثات جنيف 2.

ودعت المعارضة إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي تشرف على هدنة تراقبها الأمم المتحدة وطرد المقاتلين الأجانب وذلك في وثيقة خلت من إي إشارة إلى الرئيس بشار الأسد الذي يرفض وفد الحكومة مناقشة مسألة خروجه من السلطة.

ولم تلق الوثيقة السرية أي رد فوري من جانب الحكومة لكن نائب وزير الخارجية قال ان مسألة طرد المقاتلين الأجانب تستحق النقاش في وقتها فيما يشير الى نقطة اتفاق نادرة.

+ -
.