تواصلت الهبّة الشعبية الفلسطينية أمس بمزيد من التظاهرات والمواجهات التي شملت تنفيذ أربعة هجمات طعن، أحدها في قلب إسرائيل، في تل أبيب، في وقت أعلن الرئيس محمود عباس أن السلطة لن تسمح باستدراجها إلى مربع العنف. من جانبه، اتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو خطوات تهدف الى التهدئة مع الفلسطينيين وعينه على «الرزمة الأمنية» الأميركية لإسرائيل، والتي من المقرر أن يناقشها في البيت الأبيض خلال زيارته المقررة في التاسع من الشهر المقبل.
وتكشفت تفاصيل جديدة عن الاجتماع الذي عقده نتانياهو مع المجلس الوزاري المصغر الإثنين الماضي، فبعد أن نقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين قولهم إن نتانياهو أبلغ وزراءه وقادة المستوطنين عزمه على عدم المصادقة على أي بناء استيطاني جديد بسبب إنذار أميركي يفيد بأن أي توسيع للاستيطان يعني أن أميركا ستمتنع عن استخدام «الفيتو» ضد مشروع قرار فرنسي يعتبر أن المستوطنات غير شرعية، كشف مسؤولون إسرائيليون أمس، عن أن نتانياهو يسعى الى التهدئة مع الفلسطينيين ومع إدارة الرئيس باراك أوباما لأنه معنيٌّ بـ «الرزمة الأمنية» التي من المقرر أن يبحثها في البيت الأبيض خلال زيارته المقبلة، وتتضمن تحديث القدرات الدفاعية والهجومية للجيش الإسرائيلي بعد الاتفاق النووي مع إيران. وكان نتانياهو علّق هذه المحادثات قبل الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية في تموز (يوليو). وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون قبل قرار التعليق، إن الجانبين اقتربا من مجموعة جديدة من المنح تتراوح قيمتها بين 3.6 و3.7 بليون دولار.
وأوضح نائب مستشارة الأمن القومي الأميركية بن رودز عندما سئل خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، إن كان أوباما ونتانياهو سيناقشان «الرزمة الأمنية» خلال لقائهما، فأجاب: «أعتقد أن بإمكاننا استئناف هذا الأمر». وفي سبيل التهدئة مع الفلسطينيين، أعلن مكتب نتانياهو في بيان أن رئيس الحكومة قرر منع وزرائه والنواب، بمن فيهم العرب، من الدخول الى ساحة الأقصى «الى أجل غير مسمى». وأفادت الإذاعة العبرية بأن نتانياهو اتخذ قراراً أخيراً بمنع شخصيات فلسطينية أيضاً من الوصول إلى المسجد.
كما ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن قائد المنطقة الوسطى روني نوما وقّع الأسبوع الماضي أوامر بإبعاد إداري لستة مستوطنين من الضفة، بعد معطيات أشارت الى ارتفاع كبير من الهجمات التي يشنها مستوطنون ضد الفلسطينيين مقارنة بالأشهر السابقة.
وكانت أربعة هجمات طعن فلسطينية ضد إسرائيليين وقعت أمس، إذ أعلنت الشرطة مساء أمس إصابة جندي إسرائيلي شمال إسرائيل. كما أصيب إسرائيلي بجراح خطيرة قرب مستوطنة «كريات أربع» (المعروفة بمستوطنيها المتطرفين والواقعة في الخليل جنوب الضفة) إثر تعرضه الى الطعن على أيدي فلسطيني لاذ بالفرار. وسبقها استشهاد فلسطيني برصاص جندي إسرائيلي بعد أن هاجم مجندة إسرائيلية وثلاثة آخرين في تل أبيب بمفك. وفي القدس المحتلة، أقدم الشاب صبحي أبو خليفة (19 عاماً) من مخيم شعفاط للاجئين في القدس (حيث قتل الفتى محمد أبو خضير حرقاً العام الماضي) على «طعن شاب يهودي متدين قرب محطة للقطار الخفيف عند الشارع الرقم واحد الفاصل بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة، وأصابه في رقبته إصابة بالغة، مشيرة الى أن «وحدات خاصة» من الشرطة أوقفت الفتى في الموقع. وفي وقت لاحق، استشهد شاب فلسطيني في المخيم خلال مواجهات مع جنود جاؤوا لتفتيش بيت أبو خليفة.