إطلالة على بطولة كأس العالم منذ انطلاقها

بالرغم من الحروب والكوارث الطبيعية، تحول كأس العالم من مجرد مسابقة بين 13 دولة إلى بطولة كبرى تتنافس عليها 200 دولة من أجل المشاركة في هذا المهرجان الكروي الكبير.

ويروي بيتر ألين، مذيع في هيئة الإذاعة البريطانية، التاريخ الحافل للحدث الرياضي الأكثر شهرة في العالم.

أوروغواي 1930، إيطاليا 1934، فرنسا 1938

استضافت أوروغواي أول بطولة لكأس العالم عام 1930، قبل أن تستضيف إيطاليا وفرنسا البطولتين التاليتين، بينما كانت قارة أوروبا تشهد اضطرابات سياسية عنيفة.

وشهدت أول بطولة لكأس العالم مشاركة 13 فريقا؛ تسعة فرق من الأمريكيتين، وأربعة من أوروبا. وسجل الفرنسي لوسيان لوران أول هدف في تاريخ البطولة، وكان في مرمى المكسيك في المباراة التي انتهت بفوز الديوك الفرنسية بأربعة أهداف مقابل هدف.

وحصلت أوروغواي على لقب البطولة التي أقيمت على أراضيها، في حين حصلت إيطاليا على لقب البطولة التالية عام 1934، وحافظت على اللقب في عام 1938 عندما فازت في المباراة النهائية على المجر بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين.

وقاطعت أوروغواي والأرجنتين البطولة عام 1938 احتجاجا على إسنادها لدولة أوروبية للمرة الثانية على التوالي، كما لم تشارك إسبانيا بسبب الحرب الأهلية.

البرازيل 1950، وسويسرا 1954

استضافت البرازيل المسابقة عام 1950، بعدما توقفت البطولة لمدة 12 عاما بسبب الحرب العالمية الثانية. وخسرت البرازيل المباراة النهائية أمام أوروغواي.

وحصلت ألمانيا على اللقب عام 1954 بعدما فازت على المجر في المباراة النهائية بثلاثة أهداف مقابل هدفين فيما يُعرف بـ “معجزة برن”.

السويد 1958، وتشيلي 1962

بزغ النجم البرازيلي بيليه في كأس العالم 1958 بالسويد وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره. وأحرز الجوهرة السوداء هدفين في المباراة النهائية أمام السويد ليقود السيليساو للفوز باللقب.

واستضافت تشيلي البطولة التالية على الرغم من الزلزال الذي ضربها قبيل انطلاق المسابقة بوقت قصير. وحافظ راقصو السامبا على اللقب بعد فوزهم في المباراة النهائية على تشيكوسلوفاكيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.

انجلترا 1966

فاز المنتخب الإنجليزي باللقب بعد تغلبه في المباراة النهائية على ألمانيا الغربية بأربعة أهداف مقابل هدفين على ملعب ويمبلي الشهير، وأحرز جيوف هورست ثلاثة أهداف في تلك المباراة، من بينها هدف مثيرا للجدل حتى الآن. وتعتبر هذه البطولة هي الوحيدة التي يفوز بها المنتخب الإنجليزي.

وشهدت البطولة مقاطعة منتخبات أفريقيا وآسيا للتصفيات (فيما عدا كوريا الشمالية) بسبب ما اعتبروه ظلما في توزيع المقاعد، إذ خصص الاتحاد الدولي لكرة القدم مقعدا واحدا فقط لأفريقيا وآسيا مجتمعتين (أي نصف مقعد لكل منهما).

المكسيك 1970

استضافت المكسيك أول بطولة يتم إذاعتها عبر التلفاز الملون عام 1970، وهي البطولة التي توجِّ بها المنتخب البرازيلي بعد فوزه في المباراة النهائية على منتخب إيطاليا بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف، ليحرز راقصوا السامبا اللقب للمرة الثالثة ويحتفظوا بكأس “جول ريميه” إلى الأبد.

وحصل النجم الألماني غيرد مولر على لقب هداف البطولة برصيد 10 أهداف. وكانت البطولة هي أخر ظهور للجوهرة السوداء بيليه في نهائيات كأس العالم.

ألمانيا الغربية 1974

أقيمت البطولة في ألمانيا الغربية وشهدت ظهور ما يسمى بـ “الكرة الشاملة” الرائعة التي قدمها المنتخب الهولندي بقيادة نجمه يوهان كرويف، ولكنها لم تكن كافية لحصول الطاحونة الهولندية على اللقب، حيث خسر الهولنديون المباراة النهائية أمام ألمانيا الغربية بهدف مقابل هدفين.

وشهدت المسابقة تقديم كأس جديدة للبطولة من الذهب الخالص من تصميم الفنان الإيطالي سيلفيو كازانيكا، بعدما احتفظت البرازيل بكأس “جول ريميه” للأبد.

الأرجنتين 1978

توجّ منتخب البلد المضيف الأرجنتين بكأس البطولة عام 1978 في ظل الحكم العسكري. وتألق ماريو كيمبس وقاد راقصي التانغو للحصول على أول كأس عالم بعد الفوز في المباراة النهائية أمام منتخب هولندا بثلاثة أهداف مقابل هدف بعدما امتدت المباراة لوقت إضافي.

وكانت أبرز مفاجأت البطولة فشل منتخب الأوراغواي في التأهل وتعثره في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم، كما فشل المنتخب الإنجليزي في التأهل للبطولة للمرة الثانية على التوالي.

إسبانيا 1982

بعد سبع سنوات من وفاة الجنرال فرانكو، استضافت إسبانيا الديمقراطية البطولة، التي حصل عليها منتخب إيطاليا في ظل تألق واضح لنجمها باولو روسي.

وحصل روسي على لقب هدّاف البطولة برصيد ستة أهداف، كما حصل على لقب أفضل لاعب.

وتم زيادة عدد الفرق المشاركة في البطولة من 16 إلى 24 فريقا؛ 14 مقعدا لأوروبا، مقابل أربعة لأمريكا الجنوبية، ومقعدين لكل من أفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية.

وشهدت المسابقة تألقا كبيرا للمنتخب الجزائري، الذي حقق فوزا مفاجئا على المنتخب الألماني بهدفين مقابل هدف.

المكسيك 1986

استضافت المكسيك البطولة للمرة الثانية، على الرغم من الزلزال الذي ضربها قبل انطلاقها بثمانية أشهر. وتألق النجم الأرجنتيني مارادونا داخل المستطيل الأخضر، وقاد منتخب بلاده للحصول على اللقب للمرة الثانية.

وأحرز مارادونا هدفا رائعا في مرمى المنتخب الإنجليزي، ما زال يراه البعض هو الأفضل في تاريخ مسابقات كأس العالم حتى الآن، كما أحرز هدفا أخر بيده في نفس المباراة. وحصل النجم الإنجليزي غاري لينيكير على لقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف.

إيطاليا 1990

أقيمت البطولة في إيطاليا، التي لم تقدم الأداء المنتظر منها. وعلى الرغم من أن المنتخب الإنجليزي قدم أفضل أداء له منذ عام 1966، إلا أن ألمانيا الغربية حصلت على اللقب بعد الفوز في المباراة النهائية أمام الأرجنتين.

وشهدت البطولة تألقا لافتا لمنتخب الكاميرون، الذي فاز في المباراة الافتتاحية على منتخب الأرجنتين، وكان أول فريق أفريقي يصل لدور الثمانية، وكان على وشك الوصول للدور ربع النهائي، لكنه ودع البطولة بعد الخسارة أمام المنتخب الإنجليزي.

الولايات المتحدة الأمريكية 1994

استضافت الولايات المتحدة الأمريكية البطولة، التي حصل عليها المنتخب البرازيلي للمرة الرابعة في تاريخه، بعد تغلبه على منتخب إيطاليا في المباراة النهائية بركلات الترجيح. وأضاع النجم الإيطالي روبرتو باجيو ركلة الجزاء الشهيرة بعدما أطاح بالكرة في المدرجات.

ومنح الاتحاد الدولي لكرة القدم ثلاثة مقاعد لقارة أفريقيا في مونديال 1994، لتتأهل منتخبات الكاميرون والمغرب ونيجيريا، وقدم الأخير أداء قويا ووصل لدور الثمانية.

وحصل البرازيلي روماريو على لقب أفضل لاعب في هذه البطولة، في حين كان لقب الهداف مناصفة بين البلغاري هيرستو ستويشكوف، والروسي وأوليغ سالينكو، الذي سجل خمسة أهداف في مباراة واحدة في مرمى المنتخب الكاميروني.

فرنسا 1998

قاد النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية زين الدين زيدان منتخب فرنسا للحصول على اللقب الأول في تاريخه عام 1998، بعدما أحرز هدفين في المباراة النهائية أمام منتخب البرازيل، وهي المباراة التي انتهت بفوز رفاق زيدان بثلاثية نظيفة.

وحامت شكوك عديدة حول إمكانية لحاق المهاجم البرازيلي رونالدو بالمباراة النهائية لإصابته بنوبة صرع قبل المباراة بساعات، لكنه شارك في المباراة ولم يظهر بالمستوى المعتاد.

اليابان وكوريا الجنوبية 2002

استضافت قارة آسيا البطولة لأول مرة في تاريخها، حيث أقيمت المسابقة في اليابان وكوريا الشمالية، لتكون أول بطولة تقام في دولتين مختلفتين. وحصلت البرازيل على اللقب الخامس لها، بفضل الأداء القوي للنجم رونالدو، الذي حصل على لقب هداف تلك البطولة برصيد 8 أهداف.

وكانت أخر بطولة يتم فيها اللجوء لقاعدة الهدف الذهبي. وكانت أبرز مفاجأت البطولة هي خروج منتخب فرنسا حامل اللقب من الدور الأول وحصول المنتخب التركي على المركز الثالث.

ألمانيا 2006

كانت ألمانيا تمني النفس بالحصول على لقب البطولة التي تقام على أراضيها، ولكن المنتخب الإيطالي نجح في التتويج باللقب بعد فوزه في المباراة النهائية ضد فرنسا، وهي المباراة التي شهدت “النطحة” الشهيرة لزين الدين زيدان.

وحصل زيدان على لقب أفضل لاعب في البطولة، في حين حصل الألماني ميروسلاف كلوزه على لقب هداف البطولة برصيد خمسة أهداف.

جنوب أفريقيا 2010

أقيمت البطولة للمرة الأولى في قارة أفريقيا، وحصلت إسبانيا على اللقب بعدما تغلبت على هولندا في المباراة النهائية، لترسخ عقدة المنتخب الهولندي الذي لم يحصل على البطولة على الرغم من وصوله للمباراة النهائية ثلاث مرات.

+ -
.