“إلى فضيلة الشيخ أقول” – قصيدة رثاء للشيخ أبو زين الدين

شعر نصر موسى – قرية الغجر

بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)  صدق الله العظيم
غيب الموت الشيخ الفاضل سماحة المغفور له ابو زين الدين حسن الحلبي ولا نقول الا ما يرضي الله ” إنّا لله وإنّا إليه راجعون “
فضيلة الشيخ غنيٌّ عن التعريف فهو المقام الأول في منطقة الجولان والجوار ، وتاريخه حافل بتعاليمه وإرشاداته ووصاياه التي تهذب النفوس وترقى إلى تعاليم لا يمكن نكرانها هذا الشيخ الديّان والمرجع الرضي ، روض المجالس وبغية السائل ومحجة الأتقياء .نعزي أنفسنا ونعزي الجولان أجمع والطائفة المعروفية على امتداد ساحاتها وانتشاراتها ، وكل منا يعزي نفسه بغياب هذه الدوحة السامقة بعلمها وغزارة نبعها الدفاق ولكل من نهل منها .
إلى فضيلة الشيخ الفاضل أقول:

يا شيخُ : هل يترجّلُ الأجوادُ
أم أنّ غيبتهم لها ميعادُ

يا شيخُ : إنْ سأل الإلهُ لعبده
فيجيبه : طوعاً إليكَ نُقادُ

ينعي بنو معروف إنسان التقى
ديّانهم رمز النُّـقى الوقّادُ

حَسَنُ المسيرة قدوةً ومنارة
من حوله ، خلقٌ لها أعدادُ

يا صاحبَ الجودِ العفيف ودرُّهُ
والحقُّ منطقُهُ وفيه عماد

المرجع الحقّ النبيل وصفوة
والحلم خاطره صفاً وجوادُ

هذا هو الجولانُ ينعي فقيدَه
ويلفُّ دارتَه الأسى وسوادُ

هبّوا ، بني معروف من أقطاركم
وترحموا ؛ زينُ الهدى الزهادُ

شيخُ المكارمِ والمقلّمُ ثوبُهُ
والحقُّ ديدنُهُ له الأشهادُ

فلكم روى من نبعه ومعينِه
وتبشرت من نهلِهِ الأكبادُ

ولكم قضى أمراً وحكمةُ عدله
شرعُ القضاء وبيته يُرتادُ

يا صوتَ عقل المرشدين وهديِهم
إن الأصالة منبعٌ ومرادُ

لك في قلوب المبحرين مكانة
بحر التُّقى ترتاده الرّواد

عُذراً عمامةَ شيخِنا وجليلنا
إن كان حرفي يطالُهُ النّقّـادُ

فلقد قصدت وفي رحاب مديحه
ذكرى الكرامِ غنيمةٌ ومعادُ

ولأنت فوق المدح آيةُ ملهمٍ
منها التبرّكُ منحةٌ ورشادُ

الفاضلُ الميمونُ في بركاته
وسماحه ترقى بها العبّادُ

في ذمة الله وبرد نعيمه
روض الجنان تزورُها الأندادُ

يا روحَ طُهرٍ في القلوبِ أمانةٌ
إن الكرام بذكرها استرشادُ

    عظّم اللهُ أجركــم

تواضعاً
نصر موسى
قرية الغجر – الجولان