اتصالات أمريكية روسية لتجديد وقف القتال بعد الهجوم الدامي في حلب

علنت الولايات المتحدة أنها تجرى الآن مناقشات مع روسيا بشأن تجديد وقف العمليات القتالية في سوريا بعد الهجوم الدموي الأخير على مستشفى في مدينة حلب.

وقتل في الهجوم أكثر من 50 شخصا.

وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض “أملنا هو إحياء الاتفاق.. بوسعنا أن نصنع قوة دفع مرة أخرى للوصول إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية يتم الالتزام به على نطاق واسع.”

وقال مسؤولون أمريكيون وروس إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف ناقشا سبل تعزيز وقف إطلاق النار خلال محادثة هاتفية يوم الجمعة.

“نظام تهدئة”
وكانت تقارير قد قالت الجمعة إن مستوصفا طبيا في حلب قد تعرض لقصف من جانب الجيش النظامي السوري، بينما قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن 15 شخصا على الأقل قتلوا عندما قصفت المعارضة المسلحة بالقذائف مسجدا في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة في حلب.

وقال مراسل بي بي سي في دمشق، عساف عبود، إن قيادة الجيش السوري أعلنت في بيان لها ان تثبيتا لوقف الاعمال القتالية سيطبق في الواحدة من صباح يوم السبت، واطلق عليه اسم “نظام التهدئة”.

وسوف يضم الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة وريف اللاذقية الشمالية لمدة 72 ساعة.

لكن البيان قال إن “نظام التهدئة” لن يشمل وقف المعارك في حلب التي تشهد أشرس المعارك.

تأتي الجهود من أجل التوصل لوقف فوري للقتال وسط احتدام الاشتباكات بين القوات السورية المدعومة من موسكو وجماعات المعارضة المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ونُقل عن مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأمريكية قوله إن بلاده تسعى لوقف القتال في اللاذقية والغوطة الشرقية في دمشق، على سبيل الاختبار لمحاولة إحياء وقف الاقتتال في كل أنحاء سوريا بما يشمل حلب.

وحسب وكالة رويترز، فإن المسؤول “هذا اختبار. نريد أن نعمل ونبذل كل جهدنا لضمان نجاحه. نأمل في نهاية المطاف أن يكون (وقف إطلاق النار) مفتوحا”، في إشارة لخطط وقف القتال في غوطة دمشق الشرقية واللاذقية. وتقول تقارير إن هذا الوقف يستمر ثلاثة أيام في الغوطة ويوما واحدا في اللاذقية.

وفي وقت لاحق قالت الخارجية الأمريكية إن الخطة تتعلق بتطبيق وقف إطلاق النار في اللاذقية والغوطة الشرقية قبل توسيعه ليشمل مناطق أخرى.

وقتل أكثر من 200 مدني في مدينة حلب خلال الأيام السبعة الماضية جراء غارات جوية حكومية وقصف للمعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال عاملون في مجال الدفاع المدني بالمدينة إن حصيلة القتلى الناجمة عن غارات جوية نفذتها القوات الحكومية على أهداف في المدينة ومن بينها مستشفى القدس الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود ليل الأربعاء ارتفعت إلى 50 قتيلا على الأقل.

وقالت المجموعة التي تعرف باسم “أصحاب الخوذ البيضاء” إن المجموعة لا تزال تنقب بين الأنقاض بحثا عن ناجين.

وتشهد مدينة حلب تصاعدا في أعمال العنف إذ تشن القوات الحكومية غارات على مواقع تحت سيطرة المسلحين المعارضين ويقصف مسلحون معارضون مواقع تقع تحت سيطرة القوات الحكومية.

“كارثة إنسانية”ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مقابلة مع بي بي سي في جنيف الأطراف المتحاربة في سوريا إلى “تجاوز وجهات النظر الشخصية الضيقة” والعمل لصالح إحلال السلام.

وحذر بان من أن تمسك الأطراف بمواقفها قد يقود إلى تدمير البنية التحية للبلد وقتل السكان، مضيفا أن تصاعد العنف في البلد يبعث على القلق الشديد.

وقالت الأمم المتحدة إن الوضع في مدينة حلب السورية كارثي، بعد مقتل عشرات الأشخاص في هجمات على أهداف، من بينها مستشفى.

وحذر ستافان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة، من أن وقف الأعمال العدائية الذي اتفقت عليه قوات الحكومة ومسلحو المعارضة في 27 فبراير/شباط “يكاد يكون ميتا” الآن.

وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن حلب على شفا كارثة إنسانية.

+ -
.