كثف امس ممثلو النظام اتصالاتهم مع قادة المعارضة في حمص، لانجاز تسوية في حي الوعر، اخر معاقل المعارضة في حمص قبل الانتخابات الرئاسية في بداية الشهر المقبل، في وقت اطبقت القوات النظامية وتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) على مدينة دير الزور في شمال شرقي البلاد.
وشن الجيش النظامي حملة لاستعادة مواقع بين دمشق والجولان الامر الذي دفع اسرائيل الى اغلاق معبر في الهضبة التي تحتلها، بالتزامن مع قيام سلاح الجوي الاردني بتدمير سيارتين على الحدود مع سورية في ثاني حادث من نوعه في اقل من شهر.
وقالت مصادر المعارضة لـ «الحياة» ان وسطاء عقدوا امس اجتماعات مع اللجنة الامنية في حمص لانجاز تسوية في حي الوعر الذي يضم اكثر من 400 الف شخص، بينهم اهالي حمص القديمة، مشيرة الى ان التسوية ستكون شبيهة بالاتفاق الذي انجز في حي برزة البلد قرب دمشق، وتضمن «شراكة امنية ومحلية» بين القوات النظامية والمعارضة في الوعر، و»دفع» اهالي حمص القديمة للعودة الى بيوتهم بعد خروج قوات المعارضة قبل ايام ودخول القوات النظامية اليها بموجب اتفاق، قادته ايران. واشارت المصادر الى ان ممثلي النظام قدموا «اغراءات وضغوطاً» لتسريع انجاز التسوية.
وسقطت بعد منتصف ليل أمس قذيفتان أطلقتهما كتائب اسلامية على مناطق في بلدة نبل التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية ما أدى إلى إصابة ثلاثة بجروح، علماً أن ايصال المساعدات الى نبل والزهراء كان ضمن اتفاق حمص. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس ان القوات النظامية قصفت مناطق في بلدة الدار الكبيرة حيث يقيم مقاتلو المعارضة بعد خروجهم من حمص المحاصرة. كما دارت اشتباكات في حي الوعر و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين ترافق مع قصف القوات النظامية على مناطق في الحي».
وبين دمشق والجولان، تعرضت مناطق في بلدة القحطانية لقصف ترافق مع اشتباكات عنيفة في محاولة من القوات النظامية استعادة السيطرة على البلدة الواقعة على الحدود مع الجولان، بحسب «المرصد». واعلن الجيش الاسرائيلي امس منطقة معبر القنيطرة بين سورية والجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة. وقالت ناطقة باسم الجيش لوكالة «فرانس برس» انه تم اغلاق المنطقة حول القنيطرة «لأسباب امنية».
والى الجنوب الشرقي، قال مصدر مسؤول في الجيش الأردني إن قوات حرس الحدود أحبطت أول من أمس «محاولة إدخال عدد من السيارات التي تحمل مواد مهربة من الأراضي السورية تجاه الأردن»، ذلك في ثاني حادث من نوعه خلال أقل من شهر. وأضاف المصدر في بيان أن «إحدى طائرات سلاح الجو العمودية المقاتلة دمرت سيارتين وجدت بداخلهما كميات كبيرة من المواد المهربة».
وفي شمال شرقي البلاد، أطبق مقاتلو «داعش» والقوات النظامية على دير الزور بعد تقدم «داعش» في ريفها الغربي، مع حصول مواجهات مع «جبهة النصرة» في الريف الشرقي، في وقت سيطر مقاتلو «داعش» على مصنع غاز «كونيكو» قرب الطابية بعد معارك مع «الجبهة الإسلامية» و «النصرة». وأشار «المرصد» إلى أن الاشتباكات التي اندلعت نهاية الشهر الماضي، إثر تنفيذ «الدولة الإسلامية» هجوماً على عدة مناطق في ريفي دير الزور الغربي والشرقي «أجبرت الاشتباكات أكثر من 100 ألف مواطن من سكان هذه المناطق والنازحين إليها على النزوح إلى مناطق أخرى بحثاً عن ملاذ أمن».
الى ذلك، يبدأ وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل هذا الأسبوع جولة تشمل السعودية والأردن وإسرائيل سيجري خلالها محادثات تطغى عليها المخاوف في شأن ايران والحرب في سورية. ويتوجه الوزير الأميركي اليوم الى جدة حيث يشارك في اجتماع مع وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي.