توصلت القوات التركية والكردية في شمال سوريا إلى “اتفاق فضفاض” لوقف القتال فيما بينهما، بحسب ما ذكره مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) لوكالة فرانس برس.
وقال الكولونيل جون توماس، المتحدث باسم القيادة المركزية، “تسلمنا خلال الساعات الماضية تأكيدا بأن الأطراف المشاركة في القتال ستوقف إطلاق النار، وتركز على تهديد تنظيم الدولة الإسلامية.”
وأضاف أنه “اتفاق فضفاض لمدة يومين على الأقل، ونأمل في تماسكه.”
وقال توماس إن الأتراك وقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي العنصر الأكبر فيها، بدأت اتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية، واتصالات أخرى فيما بينهما “بهدف الحد من الأعمال العدائية”.
وتحاول الولايات المتحدة جاهدة تجنب التصعيد في العنف بين القوات التركية، التي تقاتل في بلدة جرابلس الواقعة على الحدود السورية التركية، وقوات حماية الشعب الكردي في المنطقة نفسها.
وتساند الولايات المتحدة كلا الجانبين، كما أن تركيا حليف رئيسي لواشنطن في حلف شمال الأطلسي.
وكانت اشتباكات خلال نهاية الأسبوع قد قتلت عدة مقاتلين أكراد.
وكان القتال بينهما يثير قلق وزارة الدفاع الأمريكية التي علقت آمالا على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، بالاعتماد الرئيسي على قوات سوريا الديمقراطية، وأنفقت الكثير من الأموال على تدريبها وتوفير المعدات لها.
ووصف توماس الاتفاق الذي تم بين الجانبين بأنه “مشجع”.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن قوات سوريا الديمقراطية انسحبت إلى شرق نهر الفرات تطبيقا لاتفاق سابق بالتخلي عن منطقة الحدود حول جرابلس المثيرة للنزاع.
وكان الجيش التركي قد استولى على سلسلة من القرى الواقعة إلى الجنوب من جرابلس في الأيام القليلة الماضية بعد قتال خاضه ضد قوات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
وأعلنت القوات التركية الاثنين أنها نفذت 57 ضربة مدفعية على 16 هدفا عسكريا في شمال سوريا خلال الـ 24 ساعة الماضية، بحسب ما ذكره مصدر عسكري تركي.
واستهدفت الضربات – بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن المصدر – “جماعات إرهابية متحركة”، دون أن تورد تفاصيل أكثر بشأن إن كانت الضربات قد أصابت وحدات حماية الشعب الكردي أو مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، إن بلاده ستواصل استهداف المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، طالما أنهم لم ينسحبوا إلى شرق الفرات، وذلك في اليوم السادس من هجوم الذي تشنه القوات التركية في سوريا.
واتهم وزير الخارجية المقاتلين الأكراد في وحدات حماية الشعب الكردي بتنفيذ “تطهير عرقي” في سوريا.
ويقول مسؤولون أتراك إن هدفهم في سوريا هو طرد تنظيم الدولة الإسلامية، وأيضا التأكد من عدم توسيع المقاتلين الأكراد للأراضي التي يسيطرون عليها بالفعل على طول الحدود مع تركيا.
وترى تركيا أن الوحدات امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية منذ ثلاثة عقود من أجل الحصول على حكم ذاتي.