اتفاق لوقف النار بين حكومة سلفاكير والمتمردين

وقع وفدا حكومة جنوب السودان والمتمردين مساء امس في اتفاقا لوقف اطلاق النار يدخل حيز التطبيق خلال 24 ساعة. وتم توقيع الاتفاق الذي يهدف الى انهاء مواجهات دامية بين الجانبين مستمرة منذ اكثر من شهر، امام ديبلوماسيين اجانب وصحافيين في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا.

وكان وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) طالبوا وفدَي رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وخصمه رياك مشار بالتوقيع على نصين، يشمل الأول وقف الأعمال العسكرية، ويتضمن الثاني الإفراج عن 11 مسؤولاً سياسياً كبيراً من أنصار مشار اعتُقلوا عقب اندلاع المواجهات في 15 كانون الأول، إضافةً إلى تشكيل فريق لمتابعة تطبيق الاتفاق الذي يدعو أيضاً إلى «إنهاء التدخلات الأجنبية»، في إشارة إلى انتشار قوات أوغندية في جنوب السودان.

وكانت «إيغاد» طرحت «ورقة توافقية للهدنة» الأسبوع الماضي، وأمهلت الطرفين مهلة للتوقيع عليها انتهت امس. وقال مسؤول في الوساطة إن جولة جديدة من المحادثات بين وفدي سلفاكير ومشار ستبدأ في غضون أسبوع لمناقشة الأسباب التي أدت إلى اندلاع القتال بينهما، للتوصل إلى تسوية سياسية تضمن الاستقرار في البلاد، متوقعاً أن يكون التفاوض شاقاً لتباعد المواقف وانعدام الثقة بين الجانبين.

وفي سياق آخر، اتهمت الحكومة المتمردين بارتكاب «فظائع ضد المدنيين» بعد قتل 127 مريضاً في مستشفى في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي الشهر الماضي، مشيرةً إلى أن أعمال القتل حدثت في 19 كانون الأول الماضي، بعدما تعهد القائد العسكري في بور بيتر قاديت بالولاء لمشار.

وقال الناطق باسم الرئاسة في جنوب السودان أتني ويك أتني: «اقتحموا المستشفى وذبحوا جميع المرضى وعددهم 127».

ورفض المتمردون الاتهام واتهموا قوات الحكومة بارتكاب «مذبحة ضد المدنيين» في العاصمة جوبا وتدمير بانتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط، عندما استعادت السيطرة عليها في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال الناطق العسكري باسم المتمردين لول رواي كوانج: «هذا محض كذب، نحن لا نستهدف مدنيين، وعلى العكس، الحكومة هي التي تستهدف المدنيين، بدءاً بالمذبحة التي ارتُكبت في جوبا».

وأعلنت الأمم المتحدة أن جيش جنوب السودان عمد إلى تفتيش المنازل في مدينة ملكال التي استعاد السيطرة عليها من المتمردين الإثنين الماضي، مشيرةً إلى ازدياد أعداد اللاجئين المدنيين إلى مخيماتها. وقالت الناطقة باسم الأمم المتحدة فانينا مايستراتشي، إن البعثة الدولية في جنوب السودان «تحقق بشأن اتهامات تتناول إعدام أحد القساوسة من دون محاكمة وعمليات قتل لمدنيين ارتُكبَت في منطقة ملكال خلال الأيام الأخيرة».

وأفادت الأمم المتحدة أن قرابة 72 ألف مدني باتوا لاجئين في المخيمات الثمانية التابعة لها في جنوب السودان، بينهم أكثر من 22 ألفاً في ملكال وأكثر من 10 آلاف في مدينة بور. وأشارت إلى أن أعضاء بعثتها «يتلقون تهديدات ويتعرضون لمضايقات خلال ممارستهم مهامهم».

+ -
.