توصل المقاتلون الأكراد والقوات الحكومية برعاية روسية إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في مدينة الحسكة السورية بعد أسبوع من المعارك العنيفة، وفق ما أكد الإعلام الرسمي ومصدر رسمي كردي.
أعلن مسؤول في المكتب الإعلامي التابع للإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا أنه تم التوصل إلى “اتفاق نهائي حول وقف إطلاق النار برعاية روسية” بين وحدات حماية الشعب الكردية والقوات الحكومية في مدينة الحسكة في شمال شرق البلاد. وأكد التلفزيون الرسمي السوري بدوره التوصل إلى “اتفاق لوقف إطلاق النار” يتضمن “تسليم الجرحى وجثامين الشهداء وتبادل الأسرى”.
وعقد الاثنين اجتماع في قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية (غرب) والتي تستخدمها القوات الروسية في سوريا، بحضور مسؤولين أكراد في مسعى للتوصل إلى اتفاق ينهي المعارك المستمرة في مدينة الحسكة منذ يوم الأربعاء الماضي.
وبحسب الإدارة الذاتية، فإن بنود الاتفاق تتضمن “انسحاب القوات المسلحة من المدينة، وتسلم وحدات حماية الشعب الكردية مواقعها إلى قوات الأمن الداخلي الكردية (الاسايش)”، كما يتم تبادل الأسرى والجرحى بين الطرفين “، وفتح كافة الطرقات التي تم إغلاقها نتيجة الاشتباكات. وأوضح مصدر كردي أن “وحدات حماية الشعب الكردية والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها ستخرج من المدينة، على أن يبقى فيها قوات الأسايش فضلا عن قوات الشرطة المدنية التابعة للحكومة التي سيقتصر تواجدها على المربع الأمني”، حيث يقع مبنى المحافظة.
وكانت مدينة الحسكة مقسمة بين الأكراد الذين يسيطرون على ثلثي المدينة، وقوات الحكومة في الجزء المتبقي منها، إلا انه وخلال المعارك الأخيرة تمكن المقاتلون الأكراد من التقدم وباتوا يسيطرون على 90 في المئة من المدينة، وانحصر تواجد القوات الحكومية في حيين فقط في وسطها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأت المواجهات في مدينة الحسكة باشتباكات بين قوات الأمن الداخلي الكردي (الاسايش) وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، لتتدخل فيها لاحقا كل من وحدات حماية الشعب الكردية والجيش السوري. وتصاعدت حدة المعارك مع شن الطائرات السورية الخميس والجمعة غارات على مواقع للأكراد في الحسكة للمرة الأولى منذ بدء النزاع في سوريا قبل أكثر من خمس سنوات.
ومنذ اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012، انسحبت القوات الحكومية تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات في المدن الكبرى، ولا سيما في الحسكة والقامشلي. كما أعلن الأكراد في آذار/مارس الماضي النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.