استؤنفت عمليات الإجلاء من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب الشرقية، بعد توقفها ليوم واحد، بحسب مسؤول في الأمم المتحدة.
وأكد التلفزيون الرسمي السوري استئناف عملية الإجلاء بما يسمح بخروج آخر المسلحين من المدينة، ونشر صورا لحافلات تغادر شرق حلب إلى منطقة سيطرة الحكومة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أممي لم تسمه “نأمل أن تتواصل العملية بما يكفل اجلاء الناس بسلام”.
وتضم الدفعة الاخيرة من عملية الاجلاء 60 حافلة تحتوي نحو 3 آلاف شخص، قضوا ليلة أمس في الانتظار في برد قارس تصل درجات حرارته حد الانجماد مع قليل من الطعام والشراب بعد تعرقل عملية الإجلاء الثلاثاء، بحسب نشطاء في المعارضة.
وجاء استئناف عملية الاجلاء بعد اتفاق بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة الأربعاء، ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن أحمد قره علي، المتحدث باسم جماعة أحرار الشام، تأكيده “لقد تم التوصل الى اتفاق لاستئناف عملية الاجلاء من حلب”.
وقد تعثر تنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية يوم الثلاثاء، بعد خلافات بين الحكومة والمعارضة.
وألقت وسائل إعلام محلية باللوم على المعارضة المسلحة في محافظة أدلب القريبة، متهمة إياهم بمنع إجلاء اثنتين من البلدات الشيعية الموالية للحكومة.
ويقول الصليب الأحمر إن نحو 25 ألف شخص قد غادروا حلب خلال الأسبوع الماضي.
وقد تم نقلهم إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة في الريف إلى الغرب من مدينة حلب وإلى محافظة ادلب حيث اقيمت مخيمات لإيوائهم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، جماعة المراقبة الحقوقية التي مقرها في بريطانيا، الأربعاء بأن 60 حافلة ظلت تنتظر السماح لها بمغادرة أحياء حلب الشرقية ليلة الثلاثاء.
وأضاف المرصد أن ثمة 21 حافلة أخرى بالمقابل كانت تنتظر لإجلاء المرضى والجرحى من بلدتين في محافظة ادلب يحاصرهما مسلحو المعارضة.
وقالت وكالة الأنباء السورية، سانا، إن قافلة الشاحنات مُنعت من دخول بلدتي الفوعة وكفريا، بسبب “خلافات داخل الجماعات الإرهابية” حسب تعبير الوكالة، ولم يتم إجلاء إلا 750 شخصا من البلدتين.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، انجي صدقي، لبي بي سي إن عملية الإجلاء تجربة صعبة بالنسبة لأولئك المشتركين فيها.
وأضافت أن “الإجلاء يعني إعطاء بعض الراحة والخروج من المحنة للناس، ولكن بقي عليك أن تتخيل حجم الآثار النفسية والجسدية التي يعانون منها”.
وأكملت ثمة آلاف من العائلات تترك بيوتها وممتلكاتها وذكرياتها خلفها، وتبحث عن مناطق جديدة للبدء من جديد”.
ويقول مراسلنا: إذا تمت المرحلة الاخيرة من الاجلاء سيكون يوم الأربعاء يوم عودة كامل مدينة حلب إلى سيطرة الحكومة السورية.
ويضيف أن الجيش السوري يبدو مصمما على تطهير المنطقة وقد بث رسائل عبر مكبرات الصوت داعيا آخر المسلحين إلى مغادرة المدينة قبل وصول الجنود إليهم.
واشارت تقارير إلى ثمة ضغوط روسية وتركية وإيرانية لإتمام عملية إجلاء المدنيين من شرق حلب ومن كفريا والفوعة والزبداني خلال 72 ساعة المقبلة.
ويراقب عملية إجلاء المدنيين من الأحياء الشرقية من حلب نحو 60 مراقباً من العاملين بالأمم المتحدة يتواجدون على مداخل الأحياء الشرقية من المدينة، ومن المنتظر أن ينضم إليهم نحو 60 مراقباً آخرين من بينهم 20 مراقبا دوليا.