توقعت «وكالة الطاقة الدولية» أمس زيادة الطلب العالمي على النفط بوتيرة أسرع هذا العام، مع تسارع النمو الاقتصادي في الدول الصناعية ليستوعب زيادة المعروض حتى مع بلوغ إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة مستويات قياسية.
ولفتت إلى أن الاستهلاك العالمي للنفط سيرتفع 1.3 مليون برميل يومياً هذه السنة بزيادة 50 ألف برميل يومياً عن توقعاتها السابقة. وجاء في التقرير الشهري للوكالة «نمو الطلب على النفط اكتسب زخماً تدريجياً على ما يبدو في الأشهر الـ 18 الأخيرة مدفوعاً بالتعافي الاقتصادي في الدول المتقدمة، ومعظم اقتصادات دول منظمة التعاون والتنمية تخلص بدرجة كبيرة من قيود الركود الاقتصادي وهناك نمو قوي في بعض الدول في التصنيع والبتروكيماويات الكثيفة الاستهلاك للطاقة».
ووفق الوكالة يتعزز نمو الطلب على النفط بانتعاش اقتصادي قوي في أميركا حيث رفعت الوكالة تقديراتها للطلب في 2013 بمقدار 180 ألف برميل يومياً إلى 18.9 مليون برميل يومياً.
ويتسارع إنتاج النفط الأميركي ويُتوقع أن يزيد 780 ألف برميل يومياً هذا العام، لكن سيكون على «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) أن تضخ مزيداً هي الأخرى لتلبية الطلب المتنامي. ورفعت الوكالة توقعاتها للطلب على نفط «أوبك» هذا العام بمقدار 200 ألف برميل يومياً إلى 29.4 مليون برميل يومياً.
لكن «وكالة الطاقة» أشارت إلى إن معروض نفط «أوبك» ارتفع في كانون الأول (ديسمبر) بقيادة السعودية والإمارات بعد تراجعه لأربعة أشهر، وشهدت ليبيا زيادة متواضعة. وكان العراق العضو الوحيد الذي انخفض معروضه. وانكمشت الإمدادات الإيرانية 320 ألف برميل يومياً العام الماضي لكنها زادت في كانون الأول (ديسمبر) وسط تقدم في الجهود الديبلوماسية لوقف النشاطات النووية لطهران. ولفتت «وكالة الطاقة» إلى أن ارتفاع إنتاج الخام الأميركي ساهم في موازنة أثر تعطل المعروض في بعض دول «أوبك».
وأضاف التقرير «التحول الأبرز هو الزيادة المطردة في إنتاج الخام الأميركي الذي ارتفع 990 ألف برميل يومياً في واحدة من أكبر الزيادات السنوية على الإطلاق لأي دولة، ما أضعف أثر تراجعات المعروض في مناطق أخرى ولاسيما في ليبيا وإيران». وساهم تراجع إنتاج النفط في ليبيا وإيران في دعم الأسعار لكن زيادة الإنتاج الأميركي حدّت من المكاسب.
وتخطى نمو الإنتاج الأميركي في 2013 توقعات وكالة الطاقة بكثير وسجل أسرع زيادة سنوية بالأرقام المطلقة لأي دولة في السنوات العشرين الأخيرة. لكن وكالة الطاقة قالت إن صناعة الطاقة استوعبت المعروض الإضافي عبر التوسع في مصافي التكرير وخطوط الأنابيب وفي استخدام خطوط السكك الحديد لنقل الخام. وتابع التقرير أن «منحنى الإنتاج الأميركي سيستمر على ما يبدو هذه السنة وما بعدها ليظل عامل التغير الأكبر في السوق».
وأفادت الوكالة بأن مخزون النفط في الدول الصناعية تراجع في تشرين الثاني (نوفمبر) 53.6 مليون برميل وهو أكبر انخفاض شهري منذ العام 2011. وتشير البيانات الأولية لكانون الأول (ديسمبر) إلى انخفاض مخزون دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 42.5 مليون برميل.
وانعكس تقرير الوكالة على السوق إذ ارتفع النفط باتجاه 108 دولارات للبرميل وزاد «برنت» 1.44 دولار إلى 107.79 دولار للبرميل بعد أن نزل إلى 105.81 دولار في الجلسة السابقة. ويتجه الخام لتسجيل أعلى مستوى إغلاق منذ 31 كانون الأول (ديسمبر) وأكبر مكسب يومي في أكثر من شهر.
وزادت عقود النفط الأميركية 27 سنتاً على إغلاق يوم الجمعة لتصل إلى 94.64 دولار للبرميل. واستفاد النفط أيضاً من زيادة الإقبال على الأخطار في السوق بعد ضخ «بنك الشعب الصيني» (البنك المركزي) أكثر من 255 بليون يوان (42 بليون دولار) في النظام المالي.
السوق الصينية
إلى ذلك، أظهرت بيانات من إدارة الجمارك الصينية أن واردات الصين من النفط الخام الإيراني بلغت 2.16 مليون طن ما يعادل 507.7 ألف برميل يومياً في كانون الأول بانخفاض 14.5 في المئة عن الفترة ذاتها من العام السابق. وعلى أساس يومي تراجعت واردات كانون الأول 5.7 في المئة مقارنة بمستوى تشرين الثاني (نوفمبر) البالغ 538.5 ألف برميل يومياً. وفي عام 2013 بأكمله تراجعت واردات الصين من النفط الإيراني 2.2 في المئة عن العام 2012 لتصل إلى 21.4 مليون طن أو 428.8 ألف برميل يومياً.
وتراجع ترتيب إيران على قائمة موردي النفط إلى الصين لتحتل المرتبة السادسة في 2013 من الرابعة في 2012 حيث تخطاها العراق وسلطنة عمان اللذان زادت صادراتهما إلى بكين 50 و30 في المئة على الترتيب.
وصدّرت السعودية إلى الصين بمقدار 53.9 مليون طن (1.08 مليون برميل يومياً) في 2013 من دون تغير يذكر عن 2012.
وأظهرت بيانات «المكتب الوطني للإحصاءات» الصيني أن إنتاج الصين من النفط الخام ارتفع في كانون الأول 0.93 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق إلى 17.90 مليون ليصل إجمالي إنتاج البلد في 2013 إلى 208 ملايين طن بزيادة مقدارها 1.65 في المئة.
وأظهرت البيانات ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي 11.1 في المئة في كانون الأول عن الفترة المقابلة، ليزيد إجمالي إنتاج الغاز للعام الماضي بأكمله 9.1 في المئة إلى 112.94 بليون متر مكعب.