
اتهمت منظمة العفو الدولية “امنستي انترناشونال” اسرائيل بارتكاب جرائم حرب عندما دكت مبان كاملة خلال العملية العسكرية الأخيرة التي استمرت 50 يوما على قطاع غزة.
وبينت الأدلة أن تدمير المباني تم بصفة “مقصودة لم يكن لها تبرير عسكري”، حسب تقرير المنظمة.
ودعت “العفو الدولية” إلى تحقيق دولي مستقل في القضية.
وقالت إسرائيل إن التقرير تضمن مزاعم لا أساس لها، وتغاضى عن “استخدام حماس للمباني لأغراض عسكرية”.
ودعت سفارة إسرائيل في لندن، في بيان لها، منظمة العفو الدولية إلى التحقيق في إطلاق الفلسطينيين الصواريخ على المدنيين.
“بلا مبرر عسكري”
وخلفت حرب الخمسين يوما على غزة 2189 قتيلا فلسطينيا، بينهم أكثر من 1486 مدنيا، وفق إحصائيات الأمم المتحدة، ونحو 1100 جريح.
أما من الجانب الإسرائيلي، فقتل 67 جنديا، وستة مدنيين، وأصيب عدد آخر بجروح.
وخلال الأربعة أيام الأخيرة، قبل إقرار الهدنة، أسقطت الطائرات الحربية الإسرائيلية قنابل ضخمة على أربعة مبان، هي برج ظافر 4 من 12 طابقا، وبرج المجمع الإيطالي من 16 طابقا، وبرج الباشا من 13 طابقا، ومبنى المجمع التجاري من 4 طوابق، في رفح.
واعترفت العفو الدولية أن تدمير هذه المباني لم يخلف ضحايا، لأن إسرائيل تحققت من مغادرة المقيمين، قبل القصف، بالإعلام عن طريق الهاتف أو بإطلاق صواريخ تحذيرية.
ولكنها تشير إلى وقوع إصابات في محيط المباني، وإلى أن المئات فقدوا منازلهم ومتاجرهم وممتلكاتهم بسبب القصف الجوي.
وقالت المنظمة إن إسرائيل لم تبين لماذا دمرت هذه المباني، باستثناء مزاعم بأن واحدا منها كا يؤوي مقرا لقيادة حماس، وآخر له علاقة بناشطين فلسطينيين.
ويقول فيليب لوثر، مدير العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن: “جميع الأدلة التي بحوزتنا تثبت أن هذا الدمار الواسع تم بصفة مقصودة وبلا مبرر عسكري”.
ويضيف أن: “الوقائع الميدانية وتصريحات المتحدثين العسكريين الإسرائيليين وقتها تبين جميعها أن الهجمات كانت عقابا جماعيا لشعب غزة، بهدف تدمير مقدراتهم الضعيفة أصلا”.
ويتابع لوثر قائلا إن إسرائيل ملزمة، ولو اعتقدت أن المباني تستخدم لأغراض عسكرية، بأن “تلجأ إلى أساليب تقلل الضرر على المدنيين وممتلكاتهم”.
“التزام بالقانون”
وانتقدت سفارة إسرائيل في لندن تقرير منظمة العفو الدولية، “لتركيزها على الخسائر المادية للمدنيين الفلسطينيين، بدل التحقيق في إطلاق الصورايخ وقذائف الهاون المنهجي والمقصود على المدنيين الإسرائيليين”.
وجاء في بيان السفارة أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين أو ممتلكاتهم، ويلتزم بالقانون الدولي، ويتحرك وفق الأهداف العسكرية، كما يلتزم بمبدأ التناسب في القوة.
وأضاف البيان أن نشر معلومات عن تفاصيل الأهداف العسكرية للقصف الجوي قد يفشي أسرارا استخباراتية يمنع نشرها.
وختم بالقول إن العفو الدولية غضت الطرف عن الأدلة على أن حماس استخدمت المباني المدنية لأغراض عسكرية بصفة مقصودة، وأن عدم ثبوت ذلك للمنظمة لا يعني عدم حدوث هذا الاستخدام.