أكدت مصادر مطلعة لوكالة «سما» امس ان جيش الاحتلال الاسرائيلي ابلغ مصادر أممية انه لن ينتظر وقتاً طويلاً لأي اجراءات وتعقيدات داخلية فلسطينية تعيق عملية إعمار قطاع غزة لما لها من تأثيرات سلبية على الوضع الامني على حدود قطاع غزة.
واوضحت المصادر ان الآلية التي تم الاتفاق عليها بين اسرائيل والسلطة والامم المتحدة قد تشهد مزيداً من التسهيلات في حال تطبيقها بدقة في الاشهر الاولى، مستبعدة ان تقوم الفصائل الفلسطينية باستخدام مواد البناء القادمة من اسرائيل في بناء أي أنفاق جديدة مستقبلاً.
واوضحت ان تل ابيب أبلغت السلطة والاطراف الأممية انها قلقة من أي عملية تأخير للإعمار في ظل تزايد الاحباط في الشارع «الغزي»، وانها تخطط لمزيد من التسهيلات الاقتصادية لغزة، بما فيها فتح الابواب امام تشغيل عمال القطاع مرة اخرى داخل اسرائيل، والسماح كاملاً بالتصدير والاستيراد بما لا يضر مصالحها الامنية.
وقال رئيس هيئة أركان الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس ان «الوضع الأمني في الجنوب تحسن كثيراً، ويجب تحويل حياة من في القطاع (غزة) من اليأس إلى الأمل». وأشار في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الى أن الجبهة الإسرائيلية مع قطاع غزة ستبقى هادئة لسنوات عديدة بعد العدوان الأخير، وقال: «المستوى السياسي حدد لنا الأهداف، ونحن حققنا الإنجازات التي طلبت منا»، معتبراً أن «هناك احتمال لسنوات طويلة من الهدوء في أعقاب حرب الصيف الماضي. والحركة (حماس) بوضعها الحالي لن تسارع إلى دهورة الواقع الأمني».
رغم ذلك، رأى أنه يجب أن يرافق وقف النار الحالي «مرساة اقتصادية تدعم انجازات القتال» على شكل تسهيلات اقتصادية في القطاع. وأضاف: «يجب أن يكون الأداء (الإسرائيلي) عقلانياً. ويجب فتح القطاع من أجل إدخال بضائع، فهناك 1.8 مليون نسمة بين مصر وإسرائيل والبحر، وهؤلاء الناس يجب أن يعيشوا».
في هذه الاثناء، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي مساء اول من امس إن انتقادات الولايات المتحدة لاسرائيل في شأن الاستيطان جاءت بعد معلومات ميدانية وصلتها. وكان الرئيس باراك أوباما انتقد مخطط بناء 2610 وحدات سكنية في «غفعات همطوس»، ورد نتانياهو في مقابلة مع شبكة «أن بي سي» بالقول إنه يعتقد أن على الإدارة الأميركية أن تفحص الحقائق أولاً. واضاف أن الحديث ليس عن مستوطنات وإنما عن أحياء في القدس.
وفي أعقاب تصريحات نتانياهو، ردت بساكي إن لدى الولايات المتحدة معلومات واضحة، وأن لديها حضوراً على الأرض. وأضافت أن الولايات المتحدة تتحدث عن النشاط الاستيطاني في المستوطنات، وعن حقيقة أن هناك مراحل كثيرة في عملية التخطيط والبناء، وحقيقة أن ذلك يتواصل، ولذلك عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من استمرار النشاط الاستيطاني. واضافت ان موقف الولايات المتحدة لم يتغير، وأنه عموماً يجب تجنب النشاطات الاستفزازية التي تصعب التقدم في طريق السلام. في المقابل، أضافت أنه رغم الانتقادات، فإن إسرائيل تظل حليفاً وشريكاً للولايات المتحدة، وذلك لم يتغير.
الى ذلك، أظهر استطلاع للرأي الإسرائيلي نشرته قناة الكنيست التلفزيونية أن غالبية كبيرة من الإسرائيليين (64 في المئة) تعتبر ان الرئيس محمود عباس ليس شريكاً لمحادثات سلام مع إسرائيل، بينما قال 27 في المئة فقط إنه شريك.
كما قال 74 في المئة إنهم لا يعتمدون على أوباما في ما يتعلق بسياسة إدارته تجاه الشرق الأوسط، بينما قال 21 في المئة إنهم يعتمدون عليه. ورغم تكرار أوباما تصريحاته بالتزامه أمن إسرائيل، إلا أن 62 في المئة من الإسرائيليين قالوا إن أوباما ليس «صديقاً حقيقياً لإسرائيل»، فيما قال 25 في المئة فقط إنه كذلك.
وجاءت شعبية نتنياهو منسجمة مع آراء المستطلعين، إذ أن حزب «ليكود» الذي يتزعمه نتانياهو سيحصل على 27 مقعداًُ في الكنيست بدلاً من 19 اليوم، فيما لو أُجريت الانتخابات الان. وأظهر ان حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف بقيادة نفتالي بينيت، سيصبح الحزب الأكبر الثاني في انتخابات مقبلة، وسيحصل على 18 مقعداً في الكنيست في الانتخابات المقبلة. وبحسب الاستطلاع، فإن قوة حزب «العمل» ستتزايد من 15 مقعداً اليوم إلى 16 مقعداً في الانتخابات المقبلة، وسيهبط حزب «يوجد مستقبل» من 19 إلى 10 مقاعد، كذلك ستتراجع قوة حزب «إسرائيل بيتنا» إلى 9 مقاعد، بينما سترتفع قوة حزب «ميرتس» اليساري – الصهيوني إلى 9 مقاعد. أما كتلة «يهدوت هتوراة»، فستزداد قوتها وتحصل على 8 مقاعد في الانتخابات المقبلة في مقابل تراجع قوة حزب «شاس» إلى 7 مقاعد، وكذلك حزب «الحركة» بقيادة تسيبي ليفني الذي سيتراجع إلى 4 مقاعد، كما ستتراجع قوة الأحزاب العربية من 11 إلى 9 مقاعد. ويتبين من الاستطلاع أن كتلة أحزاب اليمين ستضم 69 عضو كنيست من أصل 120 عضواً بعد الانتخابات العامة في حال أُجريت اليوم.