يجب إعطاء الطفل الفرصة والوقت ليشعر بالملل، إذ إن إجبار الصغار على القيام بالكثير من النشاطات غير المنهجية قد يعيق تطورهم، وذلك وفقا لما تؤكده خبيرة تعليم بريطانية.
ومع أن النوادي الرياضية والتعلم عبر الإنترنت قد تحفز الأطفال وتملأ أوقاتهم بعد المدرسة، إلا أن الكثير منها قد يؤدي لإنشاء جيل من الأشخاص الذين يعانون من القلق والهوس.
وتقول الخبيرة التربوية جولي روبنسون، وهي مديرة التعليم والتدريب في الرابطة المستقلة للمدارس الإعدادية، إن من المهم أن يتم التركيز لدى الطفل على الهدوء والتأمل والتفكير.
وتشير الخبيرة إلى أن الآباء والأمهات قد ينهمكون في جعل الطفل مشغولا وفاعلا في نشاطات تحفيزية على الدوام، لكن عليهم عوضا عن ذلك عدم الخوف من أن يشعر الطفل بالملل.
وكتبت الخبيرة في مجلة الرابطة قائلة إن وقت الهدوء والتفكير مهم لنمو الطفل، وعلى الأبوين محاولة عمل توازن صحيح بين تحفيز طموح الطفل وانضباطه.
وتشرح جولي أنه بالرغم من أن الأطفال الذين يُتركون بلا تحفيز يواجهون خطر فقدان قدراتهم التنافسية، فإن هناك مخاطر أخرى أيضا يواجهها الأطفال الذين يتم إشغالهم بالأنشطة التحفيزية بشكل دائم.
وتحفز تصريحات الخبيرة النقاش المحتدم بين فئتين من الأمهات، الأولى الأمهات الشرسات، أي اللواتي يدفعن أطفالهن للمشاركة في أكبر قدر من النشاطات، أما الثانية فهم الأهالي الذين يتعاملون بنمط أكثير هدوءا وأقل اندفاعا.
التواصل وجها لوجه
وتعلق جولي بشأن الإنترنت والتكنولوجيا قائلة إنها بالرغم من إثرائها للواقع التعليمي فإنها تسلب الفرصة من اليافعين للتواصل مع الأشخاص الآخرين وجها لوجه.
وتؤكد الخبيرة أن السعادة لا تأتي ومن وضع نظام قاسٍ وغير واقعي للطفل يتضمن برامج مرهقة وأنشطة لا نهائية، متابعة أن الأطفال بحاجة للتطور عبر اللعب والحركة، وذلك لتكوين المهارات. كما يجب تركهم يتعلمون تكوين العلاقات ويدرسون التعابير والعواطف الإنسانية.
وتشرح جولي أنه عبر صنع الصداقات والتعامل مع المواقف (غير الجيدة أو اللئيمة) فإن الطفل يطور مهارات الاتصال عبر التجربة والخطأ.
من طرفها تؤكد السكرتيرة العامة لاتحاد الأساتذة والمحاضرين، الدكتورة ماري بوستد، أن النظام اللانهائي من الأنشطة التحفيزية مرهق للطفل والأبوين.
وتضيف الدكتورة أن الطفل بحاجة لوقت للتوقف وفهم الأمور والتجارب التي تعلمها، كما أن إعطاء الطفل الفرصة ليشعر بالملل يحفز لديه الإبداع والاعتماد على الذات.
وتؤكد الدكتورة أن افتراض أن الحياة دائرة متواصلة من التسلية والتحفيز المتواصل أمر غير واقعي، وليس تحضيرا جيدا للطفل ليجابه به عالم البالغين والكبار.
وخلال الشهر الماضي نشرت دراسة وجدت أن الأطفال الذين كانوا أقل من زملائهم في المدارس البريطانية في مادة العلوم والقراءة والرياضيات، كان آباؤهم لديهم توقعات أعلى بالنسبة لأدائهم. وفي المقابل نشر تقرير الشهر الماضي أيضا انتقد الآباء الذين يرون أطفالهم مجرد امتداد لأنفسهم.